تعتبر الدورة الشهرية من الفترات التي تؤثر بشكل ملحوظ على الحالة النفسية للمرأة، حيث تتراوح الأعراض النفسية بين تقلبات مزاجية واكتئاب، ويمكن أن تبدأ هذه الأعراض قبل الدورة الشهرية بعدة أيام وتستمر حتى أسبوعين. تُعرف هذه الحالة بمتلازمة ما قبل الطمث (PMS)، وقد تتطور في بعض الحالات إلى اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD). نستعرض في هذه المقالة الحالة النفسية للمرأة خلال الدورة الشهرية وقبلها.
تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية
![]() |
| تأثير الدورة الشهرية على نفسية المرأة |
يعتبر اكتئاب الدورة الشهرية من أبرز المشكلات النفسية التي تواجهها بعض النساء. تظهر هذه الأعراض النفسية عادة قبل الدورة الشهرية بأيام قليلة وتستمر حتى بداية الحيض أو حتى بعد أيام من بدايته. تشمل الأعراض المزاجية التوتر، القلق، والاكتئاب، وقد تختفي بعد بدء الدورة الشهرية أو بعد مرور فترة قصيرة عليها.
نفسية المرأة قبل الدورة الشهرية
في مرحلة ما قبل الدورة الشهرية، تعاني بعض النساء من تقلبات مزاجية حادة مثل القلق والاكتئاب، وهذه المشكلات النفسية قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهن اليومية. من بين الاضطرابات النفسية التي تحدث في هذه المرحلة، نجد متلازمة ما قبل الحيض (PMS) واضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD)، حيث يعاني 3-8% من النساء من هذه الاضطرابات التي تؤثر على حياتهن الاجتماعية والعملية.
تتسبب التغيرات في مستويات الهرمونات الأنثوية، مثل انخفاض الإستروجين والبروجستيرون، في ظهور هذه الأعراض النفسية، على الرغم من أن السبب الدقيق لا يزال غير واضح.
علامات قرب الدورة الشهرية
تبدأ علامات قرب الدورة الشهرية عادة في الأيام الخمسة الأخيرة قبل الحيض. تشمل هذه الأعراض تغيرات في الشهية (زيادة أو نقصان)، التعب، وحب الشباب، والتهيج. قد تكون هذه الأعراض مؤشرًا على اقتراب الحيض، خاصة إذا كانت المرأة تعاني من متلازمة ما قبل الحيض (PMS) أو اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD).
من بين الأعراض النفسية الشائعة، يمكن أن يشعر البعض بالاكتئاب الشديد، القلق، التهيج، وصعوبة التركيز. في بعض الحالات، قد تصاحب هذه الأعراض أفكارًا سلبية مثل التفكير في الانتحار. كما قد ترافق الأعراض النفسية أعراض جسدية مثل الغثيان، الانتفاخ، الصداع، وآلام الظهر.
طرق علاج الحالة النفسية قبل الدورة الشهرية
يمكن لأعراض متلازمة ما قبل الحيض أن تؤثر سلبًا على جودة حياة المرأة في العمل، والحياة الاجتماعية، والأسرية، لكن هناك طرقًا عديدة لتخفيف الأعراض النفسية المتعلقة بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، منها:
- الراحة الكافية والنظام الغذائي المتوازن: الراحة وتناول نظام غذائي متوازن من الأمور الأساسية في تقليل الشعور بالتعب والتهيج، مثلًا، تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
- ممارسة الرياضة وتقليل التوتر: التمارين مثل المشي وركوب الدراجات تعزز إفراز الإندورفين، الذي يحسن المزاج ويقلل من التوتر، كما أن تمارين اليقظة مثل اليوغا تعتبر من الطرق الفعالة في إدارة التوتر.
أما إذا كانت المرأة تعاني من اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD)، فإن التواصل مع الطبيب للحصول على المساعدة هو الخطوة الأولى نحو التحسن، قد يشمل العلاج:
- التغييرات في نمط الحياة: مثل تحسين نوعية النوم، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي.
- الأدوية والعلاجات الهرمونية: في الحالات الشديدة، قد يتم وصف الأدوية.
- الأنشطة والهوايات: ممارسة الأنشطة والهوايات المحببة مثل القراءة أو العزف على آلة موسيقية يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
- كتابة الخواطر: تعتبر كتابة الخواطر وسيلة فعالة لتفريغ الضغط العصبي والتعبير عن ما بداخل الشخص، هذه الطريقة تساعد في تنظيم الأفكار والتخلص من المشاعر السلبية.
- الوعي بالمرحلة: من المهم إدراك أن ما يحدث هو مرحلة وستنتهي، هذا الوعي يمكن أن يمنح النساء القوة والصبر لتحمل الأعراض والتعامل معها بفعالية.
نفسية المرأة أثناء الدورة الشهرية
تبدأ الدورة الشهرية مع اليوم الأول من الحيض وتستمر عادة بين 5 إلى 7 أيام. أثناء هذه الفترة، تنخفض مستويات هرموني البروجستيرون والإستروجين، مما يؤدي إلى تغيرات في المزاج. يمكن أن تشعر المرأة بحزن، توتر، أو تهيج خلال هذه الفترة.
تختلف شدة الأعراض من امرأة إلى أخرى، فقد تكون الأعراض طفيفة في بعض الحالات بينما تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية في حالات أخرى.
تختلف شدة الأعراض من امرأة إلى أخرى، فقد تكون الأعراض طفيفة في بعض الحالات بينما تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية في حالات أخرى.
مزاج المرأة أثناء الدورة الشهرية
تتغير الحالة النفسية للمرأة بشكل ملحوظ خلال الدورة الشهرية، وذلك بناءً على تقلب مستويات الهرمونات في الجسم، حيث تشمل الدورة أربع مراحل رئيسية:
- الحيض: تبدأ هذه المرحلة من اليوم الأول للحيض وتستمر عادةً من 3 إلى 7 أيام، خلال هذه الفترة، تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما قد يؤدي إلى تغير مزاج المرأة، فتشعر بالحزن والرغبة في البكاء، بالإضافة إلى تقلبات أخرى مثل، التهيج، والقلق.
- الطور الجريبي: يمتد هذا الطور من اليوم الأول للحيض حتى اليوم الرابع عشر، في هذه المرحلة، ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما يُحسن المزاج ويزيد من النشاط والحيوية، قد تشعر المرأة في هذه الفترة بطاقة إيجابية ورغبة في ممارسة الأنشطة الاجتماعية.
- مرحلة التبويض: تحدث مرحلة التبويض تقريباً في اليوم الرابع عشر من الدورة، خلال هذه المرحلة، ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والتستوستيرون، مما قد يزيد من الرغبة الجنسية ويؤدي إلى تغيرات مزاجية ملحوظة، يمكن أن تشعر المرأة بزيادة في الثقة بالنفس وحيوية.
- المرحلة الأصفرية: تستتمر هذه المرحلة لمدة 14 يوماً بعد الإباضة، يرتفع هرمون البروجستيرون ثم ينخفض إذا لم يحدث حمل، مما قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية، وزيادة في الشهية، وسرعة الانفعال.
علاج اكتئاب الدورة الشهرية
يمكن تخفيف أعراض الاكتئاب المرتبطة بالدورة الشهرية من خلال:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من التوتر.
- التغذية الصحية: تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات يساهم في تعزيز الشعور بالطاقة والإيجابية.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم الجيد يساعد في التوازن الهرموني ويقلل من الشعور بالاكتئاب.
- الاسترخاء والتأمل: تخصيص وقت لممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا يساهم في تهدئة العقل وتقليل التوتر.
نفسية المرأة الحائض في الاسلام
في الإسلام، يتم التعامل مع الحيض بشكل يعكس العناية بالمرأة من الناحية النفسية والجسدية، مثل:
- الاعفاء من الفرائض: يُسقط عنها بعض الفرائض كالصلاة والصيام، مما يخفف عنها العبء الجسدي والنفسي.
- الحرمان من الجماع: صنفت سورة البقرة في الآية 222 الحيض بأنه "أذى"، لذلك حريم الإسلام الجماع أثناء الحيض بهدف حماية المرأة من الأذى الجسدي والنفسي.
- الملاطفة والدعم النفسي: النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يُظهر احترامًا كبيرًا للمرأة في هذه الفترة، حيث كان يلاطف زوجته عائشة ويمكث في حجرها خلال الحيض، مما يعكس الدعم النفسي والمعنوي.
تؤثر الدورة الشهرية بشكل كبير على الحالة النفسية للمرأة، لكن الدعم النفسي واستخدام تقنيات الاسترخاء يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين المزاج. من المهم أيضًا أن يعترف المجتمع والأسرة بالدور الحيوي في تقديم الدعم للمرأة خلال هذه الفترة.

الدورة الشهرية
ردحذف