في عالم العواطف المختلطة، تتلاقى مشاعر الفراق والحنين مع بصيص الأمل والإيمان. بقلم سيرين عبيدي، تُقدّم هذه الخاطرة نظرة شعرية تنقل حالة القلب حين يفترق الحبيب عن محبوبه، وتبرز قدرة الحب الصادق على مقاومة الزمن والابتعاد.
الخاطرة: سأنتظرك
أي مطر تستطيع أن تطفئ نار قلبي، يوم قررنا الفراق،
أي عاصفة يمكنها أن تمحو حبك الذي زرعته بيدي،
وسقيته بدم قلبي،
أي ليل يجرؤ على سرقة النوم من عيني،
وأنا، في كل ليلة أنتظر فجرا جديدا، لعلّه يأتي بوصلٍ مُشتاق،
أي حياةٍ تُعيدني للحياة، مادمت، يا حياتي، لست معي،
وأي زمن يقدر أن يسلبني أنفاسي،
مادامت أنفاسي ليست لي،
وأي كلمات تستطيع أن تصف حالي،
مادام حالي دونك لا يوصف ولا يطاق،
لم يبق لي منك إلا صورة، في بعض الأحيان تحاكيني،
وتُخبرني أن أشدَّ الظلام حلكةً، هو ما يسبق الفجر،
ومهما طالت الأيام والليالي، لابد أن ينتهي الهجر،
وأحيانا معها تبكيني،
حتى حدَّ الاختناق،
عندما نتذكر استحالة لقائنا وألم الاشتياق،
لكن لا يأس مع الحياة،
سأثبت لكَ مع مرور الأيام أن حبي ومشاعري صدقٌ بلا نفاق،
سأمشي على الأشواك لأصل إليك،
سأنتظر تلك اللحظة التي ستصيرني إليك،
أعلم أنها ستأتي، فمن أحبَّ بصدقٍ لن يقبل بالفراق.
بقلم سيرين عبيدي
الحيرة والعجز:
الحب يُظهِر فينا الضعف أكثر مما يمنحنا القوة، عندما نحب شخصًا ما، نشعر وكأننا أصبحنا تحت سيطرته، فنظل موجودين بأجسادنا فقط، بينما تتأثر أرواحنا بكل ما يمر به، نفقد السيطرة على أنفسنا، ونجد أنفسنا في حالة من الحيرة والعجز، في حين يمتلك المحبوب القدرة على التأثير فينا وتوجيهنا كما يريد، يصبح تحكمه فينا أقوى حتى من قدرتنا نحن على التحكم في ذواتنا.
الألم والحنين:
لا تخلو قصص الحب من الألم والحنين، فهما العنصران اللذان يحولان الحب إلى قصة، إذ لا يمكن الحديث عن قصة حب من دونهما، فقصص الحب لا تتوقف عند "أحبني وأحببته"، بل تبدأ من تلك اللحظة، ومشاعر الألم والحنين التي تنشأ بعد ذلك الحب يشكل جوهر القصة ومحور أحداثها، التي تقودنا في النهاية إلى خاتمتها.
الأمل والإيمان:
الأمل والإيمان هما ما يساعدانك على تجاوز ألم الفراق والحنين، ومع مرور الوقت تنضج، وتنسى، وتنشغل بالحياة، لترى القصة في النهاية من زاوية مختلفة تمامًا.
الصور الشعرية في الخاطرة:
- "أي مطر تستطيع أن تطفئ نار قلبي" : استعارة لشدة الألم الذي يعيشه من فارق حبيبه.
- "وسقيته بدم قلبي" : تعبير عن التضحية والعطاء في الحب.
- "أي ليل يجرؤ على سرقة النوم من عيني" : تجسيد للحنين و التعلق الشديد بالحبيب.
التأثير العاطفي:
الخاطرة مؤثرة للغاية، فهي تأخذ القارئ في رحلة عاطفية من الحيرة والألم إلى الأمل والثبات، بفضل استخدام الصور الشعرية العميقة واللغة المؤثرة.
تعكس خواطر "سأنتظرك" قدرة الكاتب على التعبير عن مشاعر الفراق والشوق بأسلوب أدبي رفيع. يُظهر النص أن الحب، مهما اشتد ألَمُه، يبقى للتغلب على الصعاب ومصدر إلهام للبدء من جديد.
📌 شارك هذه الخاطرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودعنا نتبادل الآراء حول تجربة الحب والوداع.

تعليقات
إرسال تعليق
نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.