خواطر عن الحب والفقد: رحلة القطار

القائمة الرئيسية

الصفحات

خواطر عن الحب والفقد: رحلة القطار

 الحب والفقد هما رحلتان متوازيتان في حياتنا، تمامًا كما هو الحال في القطار، حيث نجد أنفسنا نتحرك بين الذكريات والمجهول. في هذه الخاطرة، يتجسد القطار كرمز للحياة، حيث يجلس الكاتب بجوار النافذة، متأملًا السماء، ومتسائلًا: هل لا يزال ذاك الحبيب يتذكر الأيام الجميلة أم أن الرياح أخذت الذكريات بعيدًا؟

خاطرة في القطار: عندما يأخذنا القطار إلى الماضي والمستقبل معًا


صورة تجسد الحب والفقد
مشهد حزين في القطار يجسد مفارقة اللقاء والفقد في لحظة واحدة


ك-كل صباح- أركب القطار؛
وأجلس بقرب النافذة وأنظر من خلالها إلى السماء؛
وأحسد العصافير التي تنتقل بحرية في الفضاء؛
أتمنى لو كنت مكانها لبحثت عنك وجمعت عنك أخبارا؛
ترى كيف هي الأخبار!؟
أ ما زلت تذكر أيامنا، أم نسيتها كما نسيتني؛
أنت أكثر شخص عشت معه أياما جميلة، مع أنك كثير ما أبكيتني؛
كانت وجهتنا واحدة قبل أن يفرقنا الإعصار؛
ترى متى ينتهي هذا الإعصار!؟
في تلك اللحظة، التفت إلى الباب فرأيتك؛
ويا أجمل ما رأيت؛
فعلا النظر إلى وجهك، واحتضانك بقوة،  هو كل ما تمنيت؛
وقفت من مكاني، أردت أن أركض إليك؛
فأنا لم أعد أقوى على الانتظار؛
وكانت الصدمة عندما رأيتها بجانبك؛
عدت إلى مكاني وأنا في قمت الانهيار؛
مررت بجانبي وكأنك لا تعرفني، فعلا إنهم غيروك؛
أنا من فرش لك الورود، وظللت أسير على الشوك؛
كيف تمر وكأنه لا شيء بيننا صار؛
أم أنك تشعر بالذنب، عندما تلتقي الأنظار؛
جلسا في المقعد ورائي، فرجعت أنظر إلى السماء، وخانتني الدموع؛
كنت أضع يدي على فمي وأطلب من الله أن تختفي الدموع؛
وكنت أسمعهما يضحكان وكأنهما يسخران من قلبي الموجوع؛
اليوم فقط أدركت أنك لن تعود، حتى وإن أردت الرجوع؛
وكأن القدر أراد أن يقول لي كفاك إنتظار؛
فنحن وجهتنا ليست واحدة على الرغم من أننا في نفس القطار؛

بقلم سيرين عبيدي

الحرية والقيود

الإنسان الحر هو الذي يمتلك الجرأة لاختيار ما يريده دون تقييدات. كثيرًا ما نعتبر العصافير رمزًا للحرية، لأن لها أجنحة تطير بها إلى حيث تشاء. لكن لماذا لا نعتبر الدجاجة رمزًا للحرية؟ هي أيضا تمتلك أجنحة، هل لأنها لا تستطيع الطيران هي ليست حرة؟ بالطبع لا. العصفور حر ليس فقط بسبب قدرته على الطيران، بل لأنه يمتلك أجنحة وأرجل واختار أن يستخدم أجنحته للطيران إلى أي مكان يريد. أما الدجاجة، فهي أيضًا حرة، لأن لديها أرجل وأجنحة، واختارت أن تستخدم أرجلها للمشي إلى حيث تشاء.

مفهوم الحرية الحقيقي

الحرية تكمن في قدرتنا على اختيار ما نريد، بغض النظر عما نمتلكه. الإنسان الحر هو الذي لا توجد في قاموسه كلمة "لا أستطيع"، لأنه لا يقيّد نفسه بالظروف أو الأشخاص أو المبادئ أو القيم. فحين أقول إنني لا أستطيع إيذاء شخص ما، فهذا يعني أنني مقيد بمبادئي وقيمي التي تمنعني من إيذاء الآخرين، وبالتالي لست حرًا. أما عندما أقول إنني أستطيع إيذاء هذا الشخص، لكنني اخترت ألا أفعل، فهنا أنا اخترت بلا قيود ما أود فعله، وبالتالي أنا حر.

القطار كرمز للحياة: كيف تمضي الرحلة رغم كل العواصف؟

القطار في هذه الخاطرة ليس مجرد وسيلة نقل، بل هو رحلة الحياة، حيث يتغير الركاب، وتتغير المحطات، لكن المسار يستمر. الحب يشبه القطار أيضًا، أحيانًا نبدأ الرحلة مع شخص ما، لكن العواصف تفصلنا، لنجد أنفسنا في مقصورة وحدنا، بينما الآخرين يكملون طريقهم.

العواطف التي تنبض في الخاطرة

  1. الحزن: الحزن هو غيمة تغمر القلب، تحجب عنه وضوح الرؤية، وينهمر مطرها دموعًا من العين.
  2. الحنين: الحنين هو وقوفك في الحاضر منتظرًا عودة روحك التي ما زالت عالقة في الماضي.
  3. الصدمة: الصدمة هي أن تخذلك الأشياء أو الأشخاص الذين كنت تراهن على أنهم لن يفعلوا ذلك أبدًا.

حين يختار القدر لنا طريقًا جديدًا

في لحظة خاطفة، يلتفت الكاتب ليرى وجهًا مألوفًا، الحبيب القديم، لكن الصدمة تأتي عندما يراه برفقة شخص آخر. كأن القطار اختار له طريقًا جديدًا، وقرر أن يضع نقطة نهاية للحكاية.
يستمر القطار في السير، ومعه تأخذ الحياة مسارها. ربما كان اللقاء الأخير رسالة من القدر: كفاك انتظارًا، فقد سلك كل منكما طريقًا مختلفًا، حتى وإن كنتما في القطار نفسه.

درس من الخاطرة لكل قلب موجوع

الحياة مثل القطار، تمضي دون أن تتوقف، حتى عندما نظن أن محطتنا قد انتهت. الحب والذكريات جزء من الرحلة، لكن لا يجب أن ننسى أن المستقبل دائمًا يحمل محطات جديدة، وأحيانًا يكون الفراق هو بداية جديدة لم نكن نتوقعها.
إذا أعجبتك هذه الخاطرة، لا تنسَ مشاركتها مع أصدقائك! يمكنك متابعتنا على فيسبوك وتويتر للبقاء على اطلاع على أحدث المقالات.

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.

التنقل السريع