خاطرة "شكوت لله" هي صرخة قلب موجوع يبحث عن السكون، وتعبير صادق عن كيف يمكن للإنسان أن يتغلب على الحزن والفراق بالشكوى إلى الله. فحين تضيق الحياة، لا ملجأ أصدق من التوجه إلى ربّ السماء.
خاطرة شكوت لله: كلمات تعبر عن الألم والرجاء
سجدت لله وشكوته آهاتي؛
أعلم أني كثيرة الذنب ولكن ستصلحني -يوما ما- صلاتي؛
لم أعصك يا رب إستخفافا بعظمتك ولكن رحمتك غرتني؛
شكوتك يا رباه القدر والمكتوب والحياة التي أبكتني؛
عذبني القدر، الذي فرقني على أعزهم عن قلبي؛
فقلت يا رب إن كان هذا من كثرة ذنوبي، فانظر لرحمتك لا لذنبي؛
ذبحني المكتوب الذي كتبه لغيري؛
فقلت يا رب أسعد قلبه، هذا المكتوب وهذا قدري؛
أبكتني الحياة يا ربي، التي كلما أحببت إنسانا تسرقه مني؛
فقلت حكمتك يا رب، عن فراقهم قوني وصبرني؛
شكوتك يا رباه القدر والمكتوب والحياة التي أبكتني؛
حتى يوم عرفت حقيقة صدمتني؛
لم يفرقنا القدر، هو من اختار أن يفارقني؛
حبه أكبر ذنب، عاقبني يا ربي، فهذا الذنب يخنقني؛
لم يكن للمكتوب دخل، هو من أراد أن يكون لغيري؛
لأني لا أملك جمالها، ولا تهورها لا أملك سوى ضميري؛
جعلني أتمنى أن أكون مثلها ليكون هو لي؛
جعلني أتمنى لنفسي أشياء، حتى أعدائي لا يتمنونها لي؛
جعلني أرافق الرجال، علي أجد ما وجدته فيه ولم ألقاها؛
جعلني أموت في حياة كان حلمي أن أحياها؛
كنت أتمنى أن أكون أنا وأنت لآخر أنفاسي؛
لكني لم أكن أنا وأنت إلا في المعاصي؛
حبك يخنقني هو كل ذنبي؛
كنت أتمنى لك السعادة، ولكني اليوم أتمنى لك ضعف الغصات التي بقلبي؛
زرعت في طريقي شوكا لم يعد أحد يرضى أن يسير معي في دربي؛
لكن لا بأس، ستأتيني حافيا غدا بإذن ربي.
بقلم سيرين عبيدي
صور مجازية مؤثرة في خاطرة "شكوت لله" عن الحزن والفراق
تعتمد هذه الخاطرة على صور شعرية تعكس عمق المشاعر، مثل قول الكاتبة: "زرعت في طريقي شوكًا لم يعد أحد يرضى أن يسير معي في دربي." هذه الصورة المجازية تجسد مدى الألم الذي يخلفه الحب غير المتكافئ، وكيف أن بعض الجراح تجعل من الصعب على الإنسان المضي قدمًا في حياته.
أسلوب شاعري عاطفي في خاطرة "شكوت لله"
تميزت الخاطرة بأسلوب شاعري عاطفي يحمل الكثير من التشبيهات والاستعارات التي تضفي على النص عمقًا وجاذبية. الكلمات المنتقاة بدقة تعكس حالة نفسية متقلبة بين الأمل واليأس، بين التعلق والخلاص.
الشعور بالضعف: كيف تمنحك الشكوى إلى الله طاقة جديدة؟
أن تعلق قلبك بإنسان فانٍ هو ضعف، يظهر عندما يتركك منكسراً، أو يخونك فتشعر بوهنٍ يكسرك. ستعيش الليالي غارقاً في دموعك، عاجزاً عن مداواة ألم عميق يعتصر قلبك. سترى الضعف في تلك اللحظة التي تراه سعيداً مع غيرك بينما أنت ما زلت تعاني أثر الألم الذي سببه لك. ستشعر بالضعف حين تلمح نظرات الشفقة في عيون الآخرين.
أما أن تعلق قلبك بالله الدائم فهو عين القوة، أن ترفع شكواك إلى الله القادر على كل شيء يمنحك قوة لا مثيل لها. سترى القوة في الطريقة التي يجبر بها الله كسرك، سترى القوة حينما يمنحك الصبر، ويعوضك عما فقدت.
تضعف كلما سمحت لشخص جديد أن يتسلل إلى حياتك، وتقوى كلما اكتفيت بالله.
أما أن تعلق قلبك بالله الدائم فهو عين القوة، أن ترفع شكواك إلى الله القادر على كل شيء يمنحك قوة لا مثيل لها. سترى القوة في الطريقة التي يجبر بها الله كسرك، سترى القوة حينما يمنحك الصبر، ويعوضك عما فقدت.
تضعف كلما سمحت لشخص جديد أن يتسلل إلى حياتك، وتقوى كلما اكتفيت بالله.
كما عبّرت الكاتبة في خاطرة شكوت لله، فإن السبيل الوحيد لتجاوز الألم والخذلان هو الشكوى الصادقة إلى الله، فهي لا تفضح ضعفنا بل تظهر مدى حاجتنا له.
الإنسان بين الذنب والرحمة
بطبيعته، الإنسان كثير الذنوب، لكن الله منحه العقل ليكون نورًا يهديه إلى إدراك أخطائه والتوبة عنها، فينال بذلك مغفرته ورحمته. أما من فقد القدرة على إدراك عيوبه، فعقله قد أُفسد وضلت نفسه. وتبقى الصلاة هي السبيل الذي يعيد للعقل توازنه واستقامته، فتصلح بها النفس ويستقيم حال العبد.
حين يصبح الحب ذنبًا
الحب شعور نبيل وسامٍ، وكأنه زهرة قُطفت من الجنة. ولكن للأسف، نحن البشر ندنس كل شيء، حتى المشاعر الطاهرة. فقد حولنا الحب إلى ذريعة لنرتكب أبشع الجرائم؛ نغتصب باسمه، نقتل باسمه، نرتكب الفواحش باسمه، ونتحايل ونؤذي الآخرين تحت رايته. فأصبح الحب الذي أخذ من الجنة، ذنب يؤدي بنا إلى الهلاك.
تمر الحياة بتجارب قاسية، تجعلنا أحيانًا نشكو القدر والمكتوب، لكن مع مرور الوقت ندرك أن الفراق لم يكن قسوة القدر، بل كان اختيارًا بشريًا، وأن الحب الذي عذبنا، كان اختبارًا لقوة صبرنا. عندما نرفع شكوانا إلى الله، نجد القوة في المضي قدمًا، والإيمان بأن ما كتب لنا هو الخير، حتى وإن لم ندركه بعد.
في الختام، تبيّن لنا من خلال خاطرة شكوت لله كيف يمكن التغلب على الحزن والفراق بالشكوى إلى الله، وكيف يتحوّل الضعف إلى قوة حين نسجد ونبوح بما في قلوبنا لخالقنا. فهل مررت بتجربة مماثلة؟ شاركنا في التعليقات كيف لجأت إلى الله وتجاوزت حزنك.

تعليقات
إرسال تعليق
نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.