الفراق ليس مجرد كلمة، بل تجربة تترك أثرًا عميقًا في النفس. عندما يكون الحب غير متبادل أو يشوبه الخيانة، يصبح الابتعاد خيارًا مؤلمًا لكنه ضروري. هذه الخاطرة تروي مشاعر الحزن، القوة، والاستسلام للواقع، حيث يواجه الإنسان حقيقة أن بعض العلاقات لا تستحق الاستمرار.
ارحل
![]() |
| صورة تعبر عن الفراق عندما يصبح الحب ألما |
ارحل، إن كنت تريد الرحيل؛
ولا تفكر بي، فأنا تعودت عن وصالك الشبه مستحيل؛
تعودت أن أعيش وحيدة؛
ورغم المسافة القصيرة التي بيننا، إلا أنها تبدو بعيدة؛
تعودت أن أندب حظي كل ليلة؛
وأنا أتذكر كل ذكرى جميلة؛
تعودت أن أقوم الصباح وأجد وسادتي لم تجف بعد من الدموع؛
تعودت أن أحلم باسترجاع الأيام التي جمعتنا وأنا أعلم أنها لا يمكنها الرجوع؛
تعودت أن أفتقدك، ولا أراك؛
تعودت أن أخطو في طريق كله أشواك؛
تعودت أن أشتاق لسماع صوتك، ولا أسمعه؛
تعودت على شقاوة قلبي وجنونه؛
تعودت أن أحبك وأنت غير مهتم؛
تعودت أن أعيش على الندم؛
تعودت أن أعيش أياما طويلة؛
على أحلام مستحيلة؛
لذلك ارحل، فأنا لن أموت من بعدك؛
ولن تميتني هذه الجراح؛
فحياتي حلوة في بعدك؛
لا دموع فيها ولا نواح؛
ارحل، وأنا سأكتب هذه اللحظات؛
لأقرئها على مسمعك لما تعود وتترجاني؛
فأنا متأكدة أنك ككل مرة ستكون ضحية الأعوام؛
ولن تجد من يهتم بك، وأين ستجد حبي وحناني؟!؛
فكل من تقول لك بأنها تحبك فهي تكذب؛
ولكنك خائن تحب كل شخص مثلك خداع؛
فاذهب ككل مرة لأحضان الغير، اذهب؛
وأنا ككل مرة، لا أفعل شيئا سوى الوداع؛
بقلم سيرين عبيدي
التعود: ألم يتحوّل إلى قوة
الإنسان سريع التعود، عند تعرضك للخيانة للمرة الأولى، قد تشعر أن الألم لا يمكن تجاوزه، وتعتقد أنك لن تعود إلى الحياة الطبيعية أو تحب مجددًا أبدًا. وعند تعرضك للخيانة في المرة الثانية، تدرك أنك لن تموت بسببها، ولكنك تُصر أنك لن تحب مرة أخرى. أما في المرة الثالثة، تجد نفسك تحكي لحبيبك الرابع كيف عاد قلبك لينبض بالحياة وكيف استعدت قدرتك على الحب. نحن لم نتعود على الخيانة فقط، بل تعودنا أيضًا على الحب، وعلى الاستمرار رغم الألم. كما نعتاد على الألم واليأس والفشل، نستطيع أيضًا أن نعتاد على النجاح والحب والعطاء. في النهاية، الخيار بيدك، أنت من يحدد ما الذي يجب أن تُعود نفسك عليه.
ما يبدو عاديًا اليوم، قد يصبح حلمًا مستحيلًا غدًا
ما نعيشه اليوم قد يبدو مألوفًا وعاديًا، رؤية والدتك يوميًا، سماع صوت والدك، خلافاتك اليومية مع أشقائك، لقاء زملائك في العمل، أو تلقي اتصال من شخص تحبه، كلها تفاصيل تبدو بسيطة ومعتادة. ولكن هذا "العادي" الذي نعيشه الآن قد يتحول غدًا إلى حلم نتمنى لو نستطيع استرجاعه، ندرك قيمة الأشياء حين تصبح جزءًا من الماضي الذي لا يمكن أن يعود.
هل البعد يقتل الحب؟ المسافة ليست مادية فقط
عندما نحب شخصًا، نتعلق به روحيًا، حتى وإن فصلتنا عنه مسافات شاسعة أو كان يعيش في بلد آخر، نشعر وكأنه الأقرب إلينا. ورغم عدم رؤيتنا له يوميًا، إلا أننا نحفظ ملامحه بوضوح يفوق ملامح الكثيرين ممن نراهم كل يوم. وعندما نتحدث معه، نخفض أصواتنا وكأننا نهمس في أذنه، تعبيرًا عن شعورنا بقربه الكبير. فالمسافة العاطفية والوجدانية هي ما تحدد مدى قرب العلاقة أو بعدها.
لذلك، عندما تتسع فجوة بين الأرواح، نشعر بفراغ داخلي كأننا غرباء ووحيدون. والمشكلة أننا قد نميل إلى الالتصاق بأي شخص يعترض طريقنا لملء هذا النقص، حتى وإن لم يكن الشخص المناسب.
من الضحية إلى القوة: كيف يصنع الألم شخصًا جديدًا؟
صحيح أن الأوجاع قد تحول الإنسان من ضحية إلى شخص قوي، لكن كيف يحدث ذلك؟ الأوجاع تقتل داخلك الكثير من المشاعر والأحاسيس حتى تصبح بهذه القوة الظاهرة. فالإنسان الذي يبدو ضحية يمتلك قوة داخلية حقيقية، قادر على الحب والعطاء، أما الإنسان القوي بفعل الأوجاع، فقد يصبح هشًا من الداخل، غير قادر على الحب أو العطاء. فالأوجاع لا تبني، بل تهدم.
نحن نولد بقلوب مضيئة، مليئة بالشموع، ومع كل وجع نتعرض له، تنطفئ شمعة. وهناك أوجاع تطفئ عددًا كبيرًا من الشموع دفعة واحدة، ليصبح الظلام الذي يسكن داخلنا مرآة تعكس عدد الأوجاع التي مررنا بها وعمقها.
نحن نولد بقلوب مضيئة، مليئة بالشموع، ومع كل وجع نتعرض له، تنطفئ شمعة. وهناك أوجاع تطفئ عددًا كبيرًا من الشموع دفعة واحدة، ليصبح الظلام الذي يسكن داخلنا مرآة تعكس عدد الأوجاع التي مررنا بها وعمقها.
من يرحل سيعود... ولكن بعد فوات الأوان
من يرحل سيعود يومًا، إما نادمًا أو غارقًا في الندم، لأنك قد تحب مرات عديدة في حياتك، لكن لن يحبك بصدق إلا شخص واحد فقط. وإن خسرت هذا الشخص، ستندم عليه طوال حياتك، ولن تجد له بديلًا مهما حاولت، وحتى إن عدت إليه، فلن يكون هو كما كان من قبل.
لكن المشكلة ليست في العائد، بل في الشخص الذي انتظر طويلاً حتى رحل بدوره. فبعض الأخطاء لا يمكن إصلاحها، وبعض الفرص لا تعود مهما حاولنا استرجاعها
في النهاية، الفراق قد يكون درسًا قاسيًا، لكنه يمنحنا فرصة لنصبح أقوى. لا تسمح للخذلان بأن يكسر روحك، ولا تعش على ذكرى شخص لم يقدّر وجودك. أحيانًا، الرحيل ليس النهاية، بل بداية لقصة أجمل مع ذاتك، حيث لا حاجة للبكاء أو الانتظار.
ارحل... لكن لا تتوقع أن تجدني بانتظارك!
هل سبق لك أن شعرت بأن الفراق كان ضروريًا في حياتك؟ شاركنا تجربتك في التعليقات.

كلمات عذبة ورقيقة
ردحذف
حذفيشرفني أنها نالت إعجابك، دكتور.