وقائع عن ساحل الرقيق في توغو: تاريخ وحكايات مهمة

القائمة الرئيسية

الصفحات

وقائع عن ساحل الرقيق في توغو: تاريخ وحكايات مهمة

في قلب غرب أفريقيا، تقع دولة توغو، التي تُعرف أيضًا باسم ساحل الرقيق، وهي منطقة تتميز بتاريخها الغني وتنوعها الثقافي الفريد، وقائع دولة توغو، تعكس مزيجًا من التأثيرات التاريخية والجغرافية التي شكلت ملامحها المعاصرة. 
دولة توغو "ساحل الرقيق"
دولة توغو



تتضمن هذه المقالة وقائع عن دولة توغو "ساحل الرقيق".

وقائع عن دولة توغو "ساحل الرقيق":

تقع الجمهورية التوغولية، والمعروفة أيضًا باسم توغولاند أو توغو، في منطقة غرب أفريقيا، تحدها من الغرب "غانا"، ومن الشرق "بنين"، ومن الشمال "بوركينا فاسو"، أما عاصمتها فهي مدينة "لومي"، التي تعتبر المركز الاقتصادي والسياسي للبلاد.

تُسمى توغو أحيانًا بـ"ساحل الرقيق"، ويعود هذا الاسم إلى الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر إلى القرن السادس عشر، حيث كانت المنطقة مركزًا للتجارة الأوروبية في البحث عن العبيد. 

تعد توغو دولة متعددة اللغات بامتياز، إذ يتحدث سكانها حوالي 39 لغة، على الرغم من هذا التنوع اللغوي، تعتبر "اللغة الفرنسية" هي اللغة الرسمية التي تُستخدم في التعليم والإدارة والتجارة، إلى جانب الفرنسية، تم تعيين لغتين محليتين كلغات وطنية منذ عام 1975، إوي (Ewe) وهي اللغة الأكثر شيوعًا في جنوب البلاد وتستخدم للتواصل اليومي، وكابيي (Kabiye) وهي تُستخدم في شمال البلاد.  

العملة الرسمية في توغو هي "الفرنك الأفريقي"، وهي عملة متداولة في العديد من الدول الأفريقية الفرنكوفونية.

 تعتبر توغو من "الدول الفقيرة"، يعاني جزء من سكانها من فقر مدقع، حيث أن هناك فئات تعيش في ظروف اقتصادية قاسية تصل إلى حد الجوع.

تعرف دولة توغو "بصغر حجمها الجغرافي"، حيث تبلغ مساحتها 5700 كم مربع فقط.

رغم صغر مساحة توغو، فإنها تضم "أكثر من 40 مجموعة عرقية"، لكل منها لغتها وتقاليدها الخاصة، مما يضفي على البلاد طابعًا ثقافيًا متنوعًا، هذا التنوع يظهر بوضوح في العادات والممارسات التقليدية لكل قبيلة.

تتميز توغو، بالبيوت البرجية المصنوعة من الطين في شمال البلاد، والتي أصبحت رمزاً للبلاد، وتعد من مواقع التراث العالمي لليونسكو.
البيوت البرجية
البيوت البرجية



تاريخ دولة توغو:

الحقبة الاستعمارية (1884-1960):

حتى عام 1884، كانت  توغو منطقة وسيطة بين مملكتي آشانت وداهومي، حيث كانت القبائل والمجموعات العرقية فيها تعيش في عزلة شبه تامة عن بعضها البعض. 

في عام 1884، أصبحت توغو جزءًا من محمية توغولاند الألمانية، بعد توقيع معاهدة مع الملك ملابا الثالث، مما أدى إلى فرض الهيمنة الألمانية على المنطقة.

 بحلول عام 1905، تحولت المحمية إلى مستعمرة ألمانية كاملة، حيث بدأ الألمان بإدخال تقنيات زراعية حديثة وتطوير بنية تحتية متقدمة، مما ساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وتحديث الحياة الاقتصادية في البلاد.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، تغير الوضع في توغو جذريًا، حيث قامت القوات البريطانية والفرنسية باحتلال المنطقة، مما أدى إلى تقسيمها بعد الحرب. 

وفي عام 1922، تم توزيع توغولاند بين القوتين الاستعماريتين تحت إشراف عصبة الأمم، حيث أعطي القسم الشرقي لفرنسا، بينما القسم الغربي ذهب لبريطانيا.

في عام 1957، شهد العالم أول تحول كبير في وضع توغو الاستعماري، حيث انضم الجزء البريطاني من توغولاند إلى غانا التي نالت استقلالها، أما الجزء الفرنسي من توغو، فقد أصبح جمهورية مستقلة ضمن الاتحاد الفرنسي في عام 1959، إيذانًا ببداية عهد جديد من الاستقلال السياسي.
  

الاستقلال (1960 - حتى الآن):

حصلت توغو على استقلالها من فرنسا في 27 أبريل 1960، عندما تحررت من الاستعمار الفرنسي، أصبح سيلفانوس أوليمبيو أول رئيس للجمهورية المستقلة، لكن سرعان ما انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب.

في عام 1963، تعرضت البلاد لأول انقلاب عسكري في تاريخها، تم اغتيال أوليمبيو، مما فتح الباب أمام نيكولاس غرونيتسكي لتولي السلطة، لكن فترة حكمه لم تدم طويلًا.

 شهدت البلاد في عام 1967، انقلابًا آخر بقيادة غناسينغبي إياديما، إياديما حكم توغو لمدة 38 عامًا في ظل نظام الحزب الواحد، ليصبح أحد أطول الحكام بقاءً في السلطة في تاريخ إفريقيا الحديث، حتى وفاته المفاجئة في 2005 إثر أزمة قلبية.

بعد وفاة إياديما، اندلعت أزمة سياسية جديدة، ووفقًا للدستور، كان من المفترض أن يتولى رئيس البرلمان، فامباري واتارا ناتشابا، منصب الرئيس المؤقت، إلا أن الجيش تدخل وأغلق الحدود، مانعًا ناتشابا من العودة إلى البلاد، وتحت ضغط الأحداث، قام البرلمان بتعديل الدستور لإلغاء شرط إجراء الانتخابات خلال ستين يومًا، ليتم تعيين فور غناسينغبي، ابن الرئيس الراحل، رئيسًا للبلاد. أدى فور غناسينغبي اليمين الدستورية في 7 فبراير 2005، وسط استنكار دولي واعتبار العملية انقلابًا عسكريًا من قبل الاتحاد الإفريقي.

في 24 أبريل 2005، وبعد الضغوط الدولية الكبيرة، وافق فور غناسينغبي على إجراء انتخابات رئاسية، وتم انتخابه رئيسًا للجمهورية، حيث حصل على أكثر من 60% من الأصوات، وقد تم إعادة انتخابه في كل من 2010 و2015، مما جعل حكمه استمرارًا للإرث السياسي لعائلته، لكن هذه المرة من خلال صناديق الاقتراع.

اقتصاد توغو:

حياة السكان في توغو تتسم بالصعوبة البالغة، حيث يعيش جزء كبير من الشعب في ظروف اقتصادية صعبة، يعاني من الفقر والبطالة، ففي عام 2019، بلغت نسبة الفقر 45.5%، منخفضة قليلًا عن عام 2017 الذي شهد نسبة 53.5%، وعلى الرغم من هذا التحسن النسبي، لا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة بسبب الفقر، منها الاتجار بالبشر الذي لا يزال مشكلة حادة، خاصة فيما يتعلق ببيع الأطفال للعمل خارج البلاد، وفي المناطق الريفية، يغيب التعليم عن حياة العديد من الأطفال الذين يضطرون للعمل لمساعدة أسرهم، ما يجعل نسبة الأمية مرتفعة جدًا.

من ناحية أخرى، تُعد توغو دولة زراعية بامتياز، إذ يشكل القطاع الزراعي 28.2% من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل به 49% من القوة العاملة، ومن بين المحاصيل الرئيسية زراعة القطن، القصب، الذرة، الأرز، المانجو، الأناناس، الى جانب زراعة الكاكاو، البن، والكسافا، والفول السوداني، هذه المحاصيل تشكل جزءًا هامًا من الصادرات، حيث تدر الزراعة حوالي 30% من إجمالي عائدات التصدير، إلا أن الاقتصاد الزراعي يواجه تحديات كبيرة، حيث يعتمد المزارعون بشكل مباشر على السوق العالمية، فعندما تنخفض أسعار المنتجات الزراعية مثل القطن والكاكاو والقهوة، يتأثر دخل الفلاحين بشكل كبير، هذا التأثر ينعكس على حياتهم اليومية، حيث تصبح المواد الغذائية الأساسية خارج متناول الكثيرين.

 تتمتع توغو كذلك بثروة من الموارد الطبيعية، وخاصة الفسفاط، حيث تحتل المرتبة الرابعة عالميًا في إنتاجه، بقدرة إنتاج تصل إلى 2.1 مليون طن سنويًا، إلى جانب الفسفاط، تمتلك البلاد رواسب من الحجر الجيري والرخام التي تلعب دورًا رئيسيًا في قطاع التعدين.

ديانة توغو:

 في توغو، يتنوع المشهد الديني بشكل كبير بين الأديان والمعتقدات التقليدية، مما يعكس التنوع الثقافي العميق في البلاد، يشكل الأفراد الذين يتبعون المعتقدات التقليدية للسكان الأصليين أكبر مجموعة دينية، بينما توجد أقليات مسيحية ومسلمة بارزة. 

يعتنق حوالي 51% من سكان توغو المعتقدات التقليدية الأفريقية، ترتكز هذه المعتقدات على عبادة الحيوانات، طائفة الأجداد، وقوى الطبيعة، على سبيل المثال، يمارس الكثيرون طقوسًا خاصة لطلب رضا الأرواح والحفاظ على التوازن الروحي في حياتهم اليومية.

بينما يعتنق حوالي 29% من سكان توغو المسيحية، التي تعد واحدة من الأديان الرئيسية في توغو، بدأت المسيحية بالانتشار في منتصف القرن الخامس عشر بعد وصول البرتغاليين المستعمرين، تشمل المسيحية في توغو طوائف متنوعة مثل الإنجيليين، الأدفنتست، السماويين، المعمدانيين الكتابيين، والتجديد الكاريزمي، مما يضفي طابعًا تعدديًا على ممارسة الدين.

أما المسلمون فيشكلون حوالي 20% من سكان توغو، يتوزع المسلمون على معظم القرى، بما في ذلك القرى الصغيرة، حيث يوجد مسجد في كل منها، تعكس هذه الحقيقة التواجد الدائم للإسلام وتأثيره في الحياة اليومية للمجتمعات المحلية.

تعليقات

التنقل السريع