تُعد الاضطرابات النفسية من أكثر الأمراض التي تشغل العالم الطبي نظراً لتعقيداتها وتنوعها، فهي لا تقتصر فقط على الأبعاد النفسية البحتة، بل تمتد إلى العقلية والجسدية في بعض الأحيان.
الاضطرابات النفسية تنقسم إلى نوعين، أولا، الاضطرابات الذهانية (العقلية)، هذه الاضطرابات أكثر تعقيداً وغالباً ما تكون مزمنة، لا تقتصر علاجاتها على الأدوية فقط، بل تحتاج في بعض الأحيان إلى متابعة دقيقة من معالج نفسي، يعد الفصام واضطراب الهوية الثنائية، وكذلك الهوس الاكتئابي، أمثلة على هذه الحالات، التي يتعامل فيها المريض مع واقع مشوه، ما يجعله بحاجة إلى رعاية مستمرة وشاملة، ثانيا، الاضطرابات العصابية (النفسية)، قد لا تكون هذه الاضطرابات دائمة، إذ أنها تُعتبر سلوكية في المقام الأول وغالباً ما تكون عابرة، يمكن للمريض التعامل معها عبر جلسات العلاج النفسي مع أخصائي، في بعض الحالات، عندما تتفاقم الأعراض، يصبح التدخل الدوائي ضرورياً تحت إشراف طبيب نفسي، الوسواس القهري، نوبات الهلع، الفوبيا الاجتماعية، واضطرابات ما بعد الصدمة، أمثلة على الاضطرابات العصبية النفسية.
نتناول في هذه المقالة الحالات النفسية العصبية وعلاجها.
![]() |
| الحالات النفسية العصبية |
الحالات النفسية العصبية:
الاضطرابات النفسية العصبية، هي تعكس العلاقة المعقدة بين المشاعر ووظائف الجهاز العصبي، التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور مشكلات عصبية تخرج في شكل صداع مستمر، تشنجات، أو حتى فقدان القدرة على الحركة بشكل سليم.
من بين الحالات النفسية العصبية، عصاب القلق، هو حالة تتميز بقلق دائم وشعور غير مبرر بالخوف، العصاب الهستيري، حيث يعاني الشخص من أعراض جسدية دون وجود أسباب طبية واضحة، وعادة ما يكون السبب ضغوطًا نفسية، العصاب القهري، يتميز بالأفكار الوسواسية والسلوكيات التكرارية التي يصعب على الشخص السيطرة عليها، العصاب الاكتئابي، اكتئاب مستمر يؤثر على الحياة اليومية ويجعلها أكثر صعوبة، والعصاب الرهابي، وهو الخوف غير العقلاني من مواقف أو أماكن معينة، مثل الخوف من الطيران أو التواجد في الأماكن المزدحمة.
أنواع الاضطرابات النفسية العصبية:
يمكن تقسيم الاضطرابات النفسية العصبية إلى نوعين رئيسيين:
1. الاضطرابات التطورية: مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) وعسر القراءة، هذه الحالات تظهر منذ الطفولة، وتؤثر على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للفرد.
2. الاضطرابات المكتسبة: تتعلق بإصابات الدماغ الناتجة عن الحوادث أو السكتات الدماغية، مما يؤدي إلى تأثير مباشر على الوظائف الإدراكية ويتطلب تدخلاً طبياً فوريًا.
الأعراض المصاحبة للإضطرابات النفسية العصبية:
تتشابه العديد من الاضطرابات النفسية العصبية في بعض الأعراض الشائعة التي تؤثر سلباً على حياة الشخص، من بين هذه الأعراض نذكر:
- القلق المستمر
- الأفكار الوسواسية
- تسارع نبضات القلب
- الشعور بالاختناق أو الضيق
الأسباب المحتملة للحالات النفسية العصبية:
تعد الصدمات النفسية في الطفولة سببًا رئيسيًا لهذه الاضطرابات، حيث أن العديد من الدراسات تشير إلى أن التجارب النفسية المؤلمة التي لم تتم معالجتها في وقتها قد تتطور إلى اضطرابات نفسية عصبية لاحقاً في حياة الشخص، كذلك الضغط النفسي المستمر، الصدمات العاطفية، وحتى النزاعات الداخلية غير المحلولة، كل هذه العوامل تلعب دوراً محورياً في تطور القلق أو الاكتئاب، لذلك، لتقليل مخاطر الإصابة بهذه الاضطرابات، من الضروري التعامل مع هذه المشكلات بشكل فوري.
علاج الحالات النفسية العصبية:
يبدأ علاج الاضطرابات العصبية بالتقييم، حيث أن في مجال الطب النفسي والعصبي، يُعَدُّ التقييم العصبي النفسي أداة أساسية لفهم تأثير الاضطرابات على القدرات المعرفية والعاطفية، يساعد هذا التقييم الأطباء في تحديد مدى تدهور الوظائف العقلية ووضع خطة علاجية مخصصة تتناسب مع كل حالة، يشمل التقييم مراجعة السجلات الطبية، مقابلة سريرية، واختبارات قياسية لتقييم القدرات الإدراكية مثل الانتباه، الذاكرة، الذكاء، واللغة.
بعد التشخيص يأتي العلاج، الذي يعتمد على نوع الاضطراب وشدة الأعراض، قد يتضمن العلاج الأدوية لتخفيف الألم والنوبات والرعشة، كمضادات الاكتئاب والمهدئات، وفي بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية.
أما العلاج النفسي للاضطربات العصبية، يشمل العلاج السلوكي المعرفي وأساليب أخرى لتحسين الصحة النفسية، منها:
-التمارين اليومية: يُوصى بممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- الدعم الاجتماعي: التواصل مع العائلة والأصدقاء للحصول على الدعم النفسي.
- النوم الكافي: الحصول على 8 ساعات من النوم كل ليلة.
- تقليل الكحول والكافيين: لتجنب تفاقم الأعراض.
- التغذية المتوازنة: تناول وجبات غذائية متوازنة لدعم الصحة العامة.
- إعادة صياغة الأفكار: تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية لتحسين المزاج.
يمكن للوقاية أن تقلل من خطر الاصابة بالاضطربات النفسية العصبية، كإتباع نمط حياة صحي، نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.

تعليقات
إرسال تعليق
نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.