كان بودي: خواطر عن الإحباط والطموح في مواجهة الواقع

القائمة الرئيسية

الصفحات

كان بودي: خواطر عن الإحباط والطموح في مواجهة الواقع

 خواطر "كان بودي"

صورة رمزية لامرأة تحلم بحياة مختلفة، تعكس الخيبة والندم على ما لم يتحقق
صورة عن الاحباط والطموح في مواجهة الواقع

كان بودي أن أغير الأقدار
لكني فقدت الشجاعة على بضعة أمتار
من الوصول إلى النهاية..

لم أعد أملك الشجاعة لأظهر ما بداخلي بالأفعال
ولا أملك الشجاعة لأتحدى الأقوال
ولست سعيدة لهذه النهاية..

كان بودي أن أصل إلى نهاية أجمل
إلى عمل أحسن، إلى أصديقاء أفضل، إلى حبيب أفضل، إلى حياة أفضل
فأنا لست سعيدة بهذه النهاية..

كان بودي أن أقوم الصباح، وأغادر الفيلا التي أسكنها
وأركب سيارتي الفخمة التي حلمت بها
لأصل إلى عمل أحبه، أين أقدم الإضافة وأنا سعيدة بها
كان بودي أن يكون لي أصديقاء لديهم نظرة أخرى للحياة
نجلس بين الحين والآخر في أماكن راقية نحلل النظريات
غير هؤلاء الذين حديثهم لا يدور سوى حول الزواج
تلك أقصى أمانيهم، وتعاستهم تبدأ فقط بعد الزواج
كان بودي أن يكون لي حبيب يشجعني على تحقيق أحلامي
بعلمه، وعقله، وحنيته، يضيء  الطريق أمامي
رجل يكون بجانبي في السيئة قبل الحسنة
رجل يعرف أن في الدين حسن معاملة المرأة تعتبر حسنة
غير هذا، الذي لا يعرف من الدين إلا تعدد الزوجات
يريدك أن تكوني كبقية النساء الطائعات
تتصرفين مثلهن، تأكلين مثلهن، تلبسين مثلهن، تمشين مثلهن، وتذهبين حيث يذهبن، وتفكرين كما يفكرن، وتفعلين ما يفعلن
وهذا لكي لا يتغامزوا عليه بعض الرجال الجاهلين
إن كانوا رجالا فلما هي محتلة فلس*طين
أريد رجلا يحب لابنته الحرية ويشجعها على الدراسة والعمل
لا أن يجعلها خادمة تحت أقدام رجل
فأنا لست سعيدة بهذه النهاية..

كنت بحاجة إلى الشجاعة لكي أكون مختلفة
واليوم أسقطت شجاعتي هذه العاصفة
والنتيجة وقفت على حافة "كان بودي" وهذه هي النهاية.
بقلم سيرين عبيدي

 1. الصراع الداخلي بين الأحلام والواقع

تواجهنا أحيانًا مواقف تصبح فيها الأمور خارجة عن سيطرتنا، فنجد أنفسنا عاجزين عن فعل أي شيء، وعاجزين أيضا عن تقبل الواقع، خاصة عندما تتمنى حياة أسرية أفضل، شريك حياة مثالي، أو بيئة أكثر دعمًا، ولكن النتائج  تكون عكس ما كنا نطمح إليه. فتشعر وكأنك وصلت إلى "النهاية" التي لم تخطط لها. إن أصعب ما يمكن أن تشعر به هو عدم الرضا عن حياتك الحالية، مقرونًا بإحساس عميق بالعجز.

2.قضايا اجتماعية ونقد للأدوار التقليدية

 ناضلت المرأة على مر العصور لتصل إلى ما هي عليه اليوم من تحرر واستقلالية نسبية، حيث أثبتت قدراتها ونجاحها في مختلف المجالات. ومع ذلك، لا تزال تواجه صعوبة في تغيير عقلية المجتمع الذي يتمسك بأفكار قديمة حول دورها، مثل الطاعة والتبعية، خاصة فيما يتعلق بالزواج والعلاقات الشخصية. لا يزال البعض يخشى الارتباط بالمرأة المتعلمة، القوية، والناجحة، وما زالت المرأة تُقاس بناءً على مظهرها الخارجي، مثل لباسها وطريقتها في المشي والضحك، بدلاً من عقلها، علمها، وجوهرها. ورغم أن الدين كرم المرأة ومنحها حقوقًا كثيرة باعتبارها شريكة الرجل في الإنسانية، إلا أن بعض الرجال عند الحديث عن حقوق المرأة في الدين يختزلون الأمر بآية: "فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ".

 3. التوق إلى حياة مثالية: بين الحلم والحقيقة

كلنا نحلم بحياة مثالية نسعى لتحقيقها، كأن نحظى بعمل نحبه، وأصدقاء يتمتعون بالثقافة، وسيارة فاخرة، وشريك حياة مثالي. ولكن، في واقع الأمر، لا وجود للكمال المطلق في الحياة أو في الأشخاص. فمن يبحث عن الكمال غالبًا ما يركز على النقص والعيوب، سواء في نفسه، أو عائلته، أو محيطه، مما يزيد من شعوره بالإحباط، خصوصًا عندما يدرك أن هذه الأحلام المثالية تتصادم مع الواقع الذي نعيشه.

 4. الإحباط والاستسلام: هل هو الخيار الوحيد؟

إذا كنت تسعى لتكون مختلفا، فعليك أن تمتلك الشجاعة الكافية لتقنع نفسك بذلك أولاً، أو استسلم للظروف ودع شعور العجز يسيطر عليك، مانعًا إياك من مواجهة التحديات أو السعي لتغيير الواقع. ربما يكون الفارق بين من يحققون أحلامهم ومن يتوقفون عند "كان بودي" هو الإصرار على المحاولة. من السهل الشعور بالعجز، لكن الأصعب هو تجاوز هذا الشعور والسعي نحو التغيير، حتى وإن كان بسيطًا.

5. النقد الثقافي: تأثير العادات والتقاليد على الاختيارات الشخصية

المرأة كثيرًا ما تجد نفسها مقيدة بمعايير مجتمعية تفرض عليها اختيارات معينة، حتى في شريك حياتها. فالمرأة دائمًا تختار الرجل الذي يشبه والدها إلى حد كبير؛ فإذا كان والدها حنونًا، تختار الرجل الحنون، وإن كان قاسيًا، تميل إلى الرجل القاسي. عندما تدرك المرأة أنها تختار ليس فقط زوجًا، بل أبًا لطفلها المستقبلي، فإنها تعي أهمية اختيار شخص يؤمن بحريتها ودورها في المجتمع.

6. اللغة والأسلوب: كيف تعكس الكلمات مشاعر الإحباط؟

الخاطرة تعتمد على تكرار عبارة "كان بودي"، مما يخلق إيقاعًا موسيقيًا حزينًا يعزز الشعور بالحسرة. الأسلوب بسيط لكنه يعبر عن مشاعر معقدة، حيث يعكس النص التردد بين الأحلام والواقع، بين الرغبة في التغيير والخوف من المواجهة.

7. بين الحلم والواقع: هل هناك طريق ثالث؟

هذه الخاطرة ليست مجرد تعبير عن الإحباط، بل هي دعوة للتفكير في كيفية التعامل مع التحديات. هل نستسلم للظروف، أم نحاول التكيف وإيجاد طرق بديلة لتحقيق ما يمكن تحقيقه؟ أحيانًا، لا يتعلق الأمر بتحقيق كل الأحلام، بل بإيجاد معنى جديد للحياة من خلال التحديات ذاتها.

شاركنا رأيك!

هل مررت بتجربة مشابهة؟ كيف تعاملت مع الإحباط في حياتك؟ شاركنا في التعليقات لنناقش معًا كيف يمكننا تجاوز "كان بودي" إلى "أنا الآن أفعل"!

تعليقات

6 تعليقات
إرسال تعليق
  1. غير معرف1/04/2025 8:13 م

    جميل ومؤثر أحسنت الوصول إلى القلوب قبل العقول.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا لك، يسعدني أنها نالت إعجابك.

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. في حضور في السرد

    ردحذف
  4. ممكن نقد للمدونة بتاعتي انا سألت الشات جي بي تي وقالي ادخل أعلق للمدونات واطلب منهم تعليقات علي مشاركاتي ونقدهم من فضلك

    ردحذف

إرسال تعليق

نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.

التنقل السريع