هل الإنسان مخيّر أم مسيّر؟ فهم القضاء والقدر وتأثيره على حياتنا

القائمة الرئيسية

الصفحات

هل الإنسان مخيّر أم مسيّر؟ فهم القضاء والقدر وتأثيره على حياتنا

الإنسان مخيّر أم مسيّر؟ سؤال يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ فهم القضاء والقدر وتأثيره على حياتنا. فحين ندرك المعنى العميق للقدر، نفهم لماذا تحدث الأشياء كما تحدث، ولماذا نشعر أحيانًا أننا نملك الاختيار، وأحيانًا أخرى نُساق دون إرادة منا.
نحن مخيرون في أن نكون مخيرين أو مسيرين
نحن مخيرون في أن نكون مخيرين أو مسيرين

القضاء والقدر: المفهوم الذي يفسر هل الإنسان مخيّر أم مسيّر؟

لنفترض مثلا أنني طلبت منك لعب لعبة مبرمجة مسبقا، في قانون اللعبة، يهاجمك وحش في كل جولة دون سابق إنذار ومن حيث لا تدري، يحاول النيل منك، وعليك المبادرة بقتله قبل أن يقتلك وتخسر، وعند التغلب عليه تنتقل إلى مستوى جديد تواجه فيه وحشًا أشد خطرًا، طوال اللعبة، أنت مقيد بقوانينها ولا يمكنك تغييرها لأنها كما قلنا مبرمجة مسبقًا، هكذا هو القدر، أحيانا نكون في مسار اصطدام ولا نعرف، سواء كان ذلك بسبب حادثة، أو لقاء أشخاص معينين، أو مواجهة ظروف غير متوقعة، قد نصطدم بأشخاص سيئين، أو بحوادث تغير مجرى حياتنا، أو بمشكلات أو  بظروف صعبة.
كم مرة قلت:
  • "لو عاد الزمن إلى الوراء لما التقيت بهذا الشخص الذي تسبب في أذاي!"
  • "لو لم أخرج من المنزل في ذلك اليوم، لما تعرضت لهذا الحادث!"
  • "لو تصرفت بطريقة مختلفة، لما وقعت في هذه المشكلة!"
 لكن الحقيقة هي أنه حتى لو عاد الزمن، كنا سنكرر نفس الأفعال، سنلتقي بنفس الأشخاص ونواجه نفس المشاكل ونفس الظروف ونتعرض لنفس الحوادث لأنها مقدرة لنا مسبقا، في الكثير من الأحيان لا يسعنا القيام بشيء لتفادي الاصطدام، في هذه الحالات، نحن مسيّرون وليس لدينا خيار في تغيير الأحداث.

متى نكون مخيّرين؟

في فيلم the curious case of Benjamin button  الذي يروي قصة شخص وُلد عجوزًا ثم كبر بالعكس ليصبح طفلًا رضيعًا، نجد تصويرًا رائعًا ومميزًا للقدر والزمن بطريقة فلسفية وعبقرية، هناك عبارة مؤثرة في الفيلم تقول:" يمكنك أن تغضب كثيرا بسبب مجرى الأمور يمكنك أن تقول الكلمات البذيئة وتلعن الأقدار ولكن متى تصل الأمور إلى نهايتها عليك أن تتقبلها".

رغم أن بعض الأحداث حتمية، فإن الطريقة التي نتعامل بها معها تبقى اختيارية. مثلًا، في اللعبة التي ذكرناها سابقًا، هناك من هو بارع، يلعب بذكاء وبدون جهد، وهناك من يلعب بجهد دون ذكاء، بينما آخرون ينتظرون حتى يهاجمهم الوحش ليدركوا متأخرًا أنهم كان عليهم التحرك، طريقة تعاملك مع الوحش، متى تهاجم وكيف تلعب، كلها إختيارات تعود إليك.
وكذلك في الحياة:
  • يمكنك اختيار القتال أو الاستسلام.
  • يمكنك أن تتغير أو تبقى كما أنت.
  • يمكنك أن تجعل حياتك أفضل أو أسوأ.
  • يمكنك أن تكون من ترغب في أن تكونه، أو تكون ضحية للأحداث في كل مرة.
  البعض يختار الجلوس على ضفة النهر، بينما يختار آخرون السباحة في مياهه، البعض يختار المجازفة والبعض يختار السير بجانب الحائط، البعض يختار أن يكون فنانًا كبيتهوفن، رغم أنه قدّر له فقدان السمع، البعض يختار أن يكون عالمًا كأينشتاين رغم أنه قدّر له الإصابة بالتوحد. البعض يختار أن يكون أديبًا كطه حسين رغم أنه قدّر له فقدان البصر، والبعض إختارت أن تكون أما رغم أنها قدر لها إصابتها بالعقم، أنت وحدك من يختار الحياة التي تجعلك تفخر بها، أنت تختار أن ترى ما يدهشك، أن تسمع الموسيقى التي تريحك، أن تشعر بأشياء لم تشعر بها من قبل، أن تخوض تجارب مختلفة، أن تحيط نفسك بالناس أو أن تعيش وحيدًا، مادامت الأمور لم تصل إلى نهايتها، لك الحرية في اختيار الحياة التي تريدها بدون قوانين أو قواعد.

كيف يمكننا تقبل الأقدار؟

البعض يظن أن الإجابة عن سؤال "هل الإنسان مخيّر أم مسيّر؟" مرتبطة بالإيمان فقط، لكن فهم القضاء والقدر وتأثيره على حياتنا يُظهر أن المسألة أعقد من مجرد خيار أو إجبار. جاء في فيلم the curious case of Benjamin button  الذي يروي قصة شخص وُلد عجوزًا ثم كبر بالعكس ليصبح طفلًا رضيعًا، نجد تصويرًا رائعًا ومميزًا للقدر والزمن بطريقة فلسفية وعبقرية، هناك عبارة مؤثرة في الفيلم تقول:" يمكنك أن تغضب كثيرا بسبب مجرى الأمور يمكنك أن تقول الكلمات البذيئة وتلعن الأقدار ولكن متى تصل الأمور إلى نهايتها عليك أن تتقبلها".

في اللعبة، إذا خسرت فأنت مخير بأن تعيد اللعب أو ترضخ للهزيمة، وفي حياتك أنت أيضا مخير أن تبدأ من جديد بعد كل فشل أو تختار الاستسلام وتعيش مسيّرًا بلا إرادة.
الحياة لعبة، ولكن السؤال الحقيقي هو: كيف تختار أن تلعبها؟

في النهاية، لفهم إن كان الإنسان مخيّرًا أم مسيّرًا، لا بد من فهم القضاء والقدر وتأثيره على حياتنا. فبينما لا نملك التحكم الكامل في مجريات الأمور، فإننا نملك حرية اتخاذ القرار تجاه ما يحدث.
ما رأيك؟ هل ترى نفسك مخيرًا أكثر أم مسيرًا؟ شاركنا وجهة نظرك في التعليقات!

تعليقات

التنقل السريع