في القاع: خواطر عن السقوط واليأس وبوادر الأمل

القائمة الرئيسية

الصفحات

في القاع: خواطر عن السقوط واليأس وبوادر الأمل

في القاع، يعيش الإنسان لحظات قاسية تتلاشى فيها الأحلام وتنطفئ فيها الرؤية، كأن كل شيء انهار دفعة واحدة. هذا المقال خواطر عن السقوط واليأس وبوادر الأمل التي تنبع أحيانًا من أكثر الأماكن ظلمة.

في القاع: لماذا نشعر أحيانًا وكأننا في قاع مظلم؟ 

خواطر في القاع
خواطر في القاع

 لا تر غير السواد، هنا من قلب الحدث
تحت أرجلي رماد، ميت فيا الشغف 
إحزر من صار رمادا! بيت من غير باب وسقف
ولا يدخله سوى الكلاب، أحسنت، إنه قلبي للأسف...
إذا كان بكائي سيحدث الفارق، فها أنا أبكي يا عالم
وسنرى كيف سيموت السارق، وكيف سيتغير العالم
أنا من أخسر دائما وفي خطاياكم أنا غارق، عش أنت أيها الظالم
ما دام لا حيلة لي ولم أكن مثلكم منافقا، فأنا استحق يا عالم.
قلت لي أرى في عينيك حزنا وظلاما، لم تر سوى انعكاس قلبك
لقد كان في عيني سعادة وأحلام، عشت الظلام بفضلك
أرى النور فقط عندما أرفع رأسي ويدي إلى الملكوت
أرى نجمة في سمائي تلمع
فهو فقط قادر على أن يحييني حتى بعد الموت
وقادر أن يمسح لي الدمع
من فم البئر كان يلقفني كلما دنوت
لكن اليوم تركني لحكمة يعرفها أقع
أظنك عرفت من أين يأتي الصوت
إنني هنا .. في القاع
بقلم سيرين عبيدي

1. التصوير العاطفي في القاع: بين الألم والضياع

  الحياة ليست دائمًا كما نتمناها، فقد يمر الإنسان بلحظات يشعر فيها وكأنه في القاع، محاطًا بالظلام كمن هو في بئر مظلمة لا يرى فيها بصيص أمل. في تلك اللحظات تغمره مشاعر اليأس ويغيب عنه الشغف بالحياة. الضياع الذي يعيشه في تلك الفترة وعدم القدرة على التحكم في حياته، لا يقتصر على الأمور المادية فقط، بل  يشمل الجوانب المعنوية أيضًا، فيغدو قلبه كبيت مهجور بلا سقف و أبواب، يدخله كل من مر بجواره، ولا يستطيع أحد العيش فيه لمدة طويلة. إنها حالة نفسية مرهقة، مليئة بالإحباط وانعدام الاستقرار العاطفي.

2.الرمزية: عندما تتحدث الأشياء بلغة المشاعر

  •  الرماد: يعبر الرماد في هذه الخاطرة عن التجارب الصعبة التي قد تؤدي إلى الشعور بالضياع أو الاكتئاب، لكنه أيضًا يرمز إلى الفرصة في النهوض مجددًا بعد كل أزمة نفسية.
  • الكلاب:  ترمز إلى الازدراء أو التهديد. استخدام الكلاب لتكون الوحيدة التي تدخل "البيت" (القلب) يوحي بتعرض هذا القلب للضرر أو الإساءة.
  • البكاء: هنا يُستخدم كرمز للضعف، رغم المعرفة بأنه لا جدوى من البكاء  إلا أنه يعتقد أن العالم لم يترك له مجال لفعل أي شيء سوى البكاء.

3. النقد الاجتماعي: عالم لا يرحم الطيبين

 الأشخاص الطيبون في زماننا هذا يواجهون معاناة أشد من المنافقين والظالمين، وكأن العالم الذي امتلأ بالنفاق لم يعد يتسع لهم. في هذا القاع، يكتشف الإنسان حقيقة الواقع:
  • الطيبة لم تعد كافية، فالعالم يبدو وكأنه يكافئ القسوة أكثر من النزاهة.
  • الظلم والرياء أصبحا وسيلتين للنجاح، بينما الصادقون يعانون في صمت.
  • الناس يحكمون وفق منظورهم الشخصي، لكنهم لا يرون الحقيقة كاملة.

4. البعد الروحي في القاع: من الظلام إلى النور

كما كان في القاع (البئر) بداية التحول في قصة يوسف عليه السلام، فإن القاع في حياتنا قد يحمل دلالة رمزية على بداية نهضة لا نعلم كيف ومتى تأتي.

5.التفاعل مع الذات والآخر: من أكون وسط هذا العالم؟

  نظرتنا للأمور تختلف دائمًا، لذلك لا تصدق كل من يخبرك بأن ما تفعله خطأ أو يحاول إحباطك وإبعادك عن أهدافك. ربما يفعل ذلك بنية صادقة، ظنًا منه أنه يقدم نصيحة تناسب رؤيته، ولكن من قال إن ما يراه هو مناسب هو الحقيقة؟ كذلك، قد يأتي من يخبرك بأنه يرى في عينيك حزنًا أو ظلامًا، ويلعب دور المنقذ في حياتك، ثم تكتشف لاحقًا أن ذلك الحزن أو الظلام الذي رآه فيك لم يكن سوى انعكاس لما في قلبه وهو أحق بالإنقاذ. كل ما تفعله في حياتك تفعله وفق التجارب التي مررت بها أو المعاناة التي عشتها، والناس يحكمون وفق منظورهم الشخصي وما في دواخلهم، أما الحقيقة فلا يعلمها أحد. الحياة رحلة، وعندما تدرك أن الألم جزء من الرحلة، يصبح القاع مجرد مرحلة، لا نهاية.

قد تكون في القاع اليوم، لكن هذا لا يعني أنك ستبقى هناك إلى الأبد. في القاع تتشكل ملامح القوة، وتبدأ الرحلة نحو النهوض من حيث نظن أنها انتهت. أحيانًا، السقوط هو ما يدفعك للنهوض بطريقة لم تتوقعها. لا تخف من الظلام، فهو الذي يجعل النور أكثر وضوحًا. تذكَّر أن كل أزمة تحمل درسًا، وكل سقوط هو فرصة للنهوض بشكل أقوى.

هل مررت بتجربة شعرت فيها أنك في القاع؟ ما الخطوات التي ساعدتك على النهوض من جديد؟ شاركنا قصتك في التعليقات!

تعليقات

التنقل السريع