كيف ينبغي أن تكون علاقتنا مع الناس؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف ينبغي أن تكون علاقتنا مع الناس؟

العلاقات الاجتماعية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي تؤثر بشكل مباشر على سعادتنا وتطورنا الشخصي. وكما جاء في القرآن الكريم: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، فإن التواصل الفعّال مع الآخرين يساعد في بناء مجتمع متسامح ومتعاون. لكن كيف يمكننا تحسين علاقاتنا بالآخرين وتعزيزها؟
في هذا المقال، سنستعرض أفضل الاستراتيجيات لبناء علاقات اجتماعية ناجحة، مع توضيح أنواع العلاقات المختلفة وفقًا لنظرية ستيفن كوفي، وكيفية الاستفادة من الطاقة الإيجابية في التفاعل مع الآخرين.
طرق تحسين العلاقات الاجتماعية
طرق تحسين العلاقات الاجتماعية


أنواع العلاقات الإنسانية وفقًا لستيفن كوفي

في كتابه الشهير "العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية", يصنف ستيفن كوفي العلاقات إلى ستة أنماط رئيسية:
  1.  المكسب/المكسب: هي علاقة تقوم على الرضا و اتفاقية بين الطرفين على حل مشترك يعود بالمنفعة للجانبين "انا مستفيد كذلك انت".
  2. المكسب/الخسارة: هي علاقة يكون فيها احد الطرفين اناني يحب المنفعة لنفسه على حساب الاخرين "اذا انا ربحت تخسر انت".
  3. الخسارة/المكسب: علاقة يكون فيها احد الطرفين ضعيف "انا فاشلا وسأكون فاشلا دائما" دائما يلعب دور الضحية و المظلوم "هيا هاجمني فالجميع يفعل ذلك" لا مطالب لديه ولا توقعات ولا رؤية كما يسهل إسعاده أو إغضابه كما أنه لا يملك الشجاعة للتعبير على أحاسيسه و معتقداته، و الأحاسيس التي لا يتم التعبير عنها لا تموت ابدا بل تدفن حية و تتحرك لاحقا بطرق قبيحة كالأمراض الجسدية و النفسية كذلك المقت و البغض و خيبة الأمل و التشاؤم و الغضب الشديد و المبالغة في ردة الفعل.
  4. الخسارة/الخسارة: هذا يحدث عندما يجتمع شخصان أنصار مبدأ المكسب/الخسارة أي شخصان يتسمان بالعزم و العناد و الأنانية تكون النتيجة خسارة للطرفين يليها قسوة و الرغبة في الانتقام، كما أنهم يتسمون بالتعاسة و يعتقدون أن الجميع لابد أن يكونوا تعساء مثلهم "اذا لم يكسب أي شخص فالخسارة ليست أمرا سيئا" 
  5. المكسب: علاقة يكون فيها  الشخص يفكر فقط في المكسب وتحقيق غاياته تاركا للآخرين أمر مكسبهم و خسارتهم."المهم لدي انني ناجح"
  6. المكسب/المكسب أو لا اتفاق: هذا المبدأ هو الشكل الأمثل لعلاقاتنا مع الآخرين، إما أن نتفق على حل يرضي الطرفين أو نتفق ألا نتفق . و هذا المبدأ ذكر في القرآن الكريم، في سورة الكهف عندما أراد سيدنا موسى عليه السلام، مرافقة سيدنا الخضر عليه السلام للتعلم منه فوضع سيدنا الخضر هذا المبدأ في أول العلاقة نتفق على "إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا" فوافق سيدنا موسى و عند مخالفة سيدنا موسى، لهذا المبدأ المرة الأولى والثانية والثالثة، ولم يعد هناك مكسب للطرفين، لجأ سيدنا الخضر إلى مبدأ "لا اتفاق" فقال" هذا فراق بيني و بينك".
هذه المبادئ لا تنطبق فقط على العلاقات الشخصية، بل تشمل أيضًا العلاقات المهنية والتجارية، مما يساعد في خلق بيئة قائمة على التعاون والاحترام.

استراتيجيات بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة

1. اختيار البيئة الاجتماعية المناسبة

من استراتيجيات بناء العلاقات الاجتماعية، ينصح علماء النفس على أهمية اختيار الأشخاص الذين يحيطون بنا في حياتنا، حيث ينصحون دائمًا بانتقاء الأفراد الناجحين والمتفائلين الذين يمتلكون طاقة إيجابية وحيوية، لأنهم قادرون على نقل هذه الطاقة إلينا، بمرور الوقت، ستلاحظ أن حياتك تتحسن بفضل تأثيرهم الإيجابي عليك.
على سبيل المثال، إذا كنت تعمل ضمن فريق متعاون وإيجابي، فمن المرجح أن يزيد إنتاجك وإبداعك. أما إذا كنت محاطًا بأشخاص محبطين، فقد يؤثر ذلك على حماسك وأدائك.

2. الابتعاد عن الأشخاص السلبيين

التواجد المستمر مع أشخاص يتذمرون أو ينتقدون الآخرين قد يسبب إرهاقًا نفسيًا، ويقلل من جودة حياتك. حاول أن تحيط نفسك بأشخاص يلهمونك ويدفعونك للأمام، بدلًا من أولئك الذين يستنزفون طاقتك بمشاعرهم السلبية.

3. تأثير العقل الجمعي في تشكيل العلاقات

العقل البشري يتأثر بالمحيط الذي ينتمي إليه، فإذا كنت تعيش في بيئة تحفّز الطموح والإبداع، ستجد نفسك تتبنى هذه الصفات تلقائيًا. لذا، من المهم اختيار بيئة تدعم القيم والأهداف التي تسعى لتحقيقها.

4. التعامل بإيجابية مع الآخرين

وفقًا لقانون الجذب، فإن التفكير الإيجابي يجذب علاقات إيجابية، والعكس صحيح. على سبيل المثال، إذا كنت دائم الشكوى أو تتبنى نظرة سلبية للحياة، فقد تجد نفسك محاطًا بأشخاص يحملون نفس العقلية، مما يزيد من إحساسك بالإحباط.

خطوات لتحسين الذات وتكوين علاقات ناجحة

1. فهم الآخرين قبل أن تتوقع منهم فهمك

 من سبل إقامة علاقة مثمرة مع الناس، أن تبدأ بفهم الطرف الآخر بدلاً من انتظار من يفهمك، عندما تضع نفسك في مكان الشخص الآخر، تستطيع فهم مشاعره واحتياجاته بشكل أفضل، مما يعزز التواصل بينكما. اسأل نفسك: كيف يشعر؟ وما الذي يحتاجه؟

2. التصرف بالمثل

لتحقيق علاقة متينة مع الآخرين، تصرف معهم بالطريقة التي تريد أن يتصرفوا بها معك، إذا أردت أن يعاملك الناس بالاحترام، فابدأ بإظهار الاحترام لهم، القاعدة بسيطة: عامل الآخرين كما تحب أن تُعامل.

3. الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة

الأفعال البسيطة، مثل إلقاء التحية بابتسامة أو تقديم كلمة تشجيعية، قد تترك أثرًا عميقًا لدى الآخرين. لا تقلل من أهمية التفاصيل الصغيرة في بناء علاقات متينة.

4. الوفاء بالوعود

الالتزام بالوعود يعزز الثقة بينك وبين الآخرين. عندما تقول أنك ستفعل شيئًا، تأكد من الالتزام به، فهذا يجعلك شخصًا يُعتمد عليه.

5. الصدق أساس العلاقات الناجحة

الصدق هو أساس أي علاقة ناجحة. كن صادقًا في كل ما تقوله وتفعله، فهذا يبني جسور الثقة بينك وبين الآخرين، إذا ارتكبت خطأ، كن شجاعًا واعتذر.

 بناء علاقات ناجحة يتطلب جهدًا مستمرًا، حيث يجب علينا فهم الآخرين، التعامل بإيجابية، والابتعاد عن السلبية. عند تطبيق هذه المبادئ، ستتمكن من تحسين علاقاتك الشخصية والمهنية، مما يسهم في تحقيق توازن نفسي واجتماعي أفضل.
العلاقات الإنسانية ليست مجرد تفاعلات اجتماعية، بل هي أساس سعادتنا ونجاحنا في الحياة، لذا احرص على تطويرها والاستثمار فيها بالشكل الصحيح.

هل لديك تجربة شخصية حول بناء العلاقات الاجتماعية؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

تعليقات

التنقل السريع