ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ فهم المرض وأعراضه الأساسية

القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ فهم المرض وأعراضه الأساسية

إذا كنت فاقد الشغف بالحياة، إذا كنت سريع تقلب المزاج، إذا كانت تسيطر عليك مشاعر جنونية من الاكتئاب الحاد واليأس، تليها سعادة مطلقة ونشوة، إذا كنت مشتتا بين التهور واللامبالاة، إذا كنت في القمة فجأة تجدك في الحضيض، فأنت بنسبة كبيرة تعاني من مرض ثنائي القطب. 
نعرض في هذه المقالة تعريف مرض ثنائي القطب وأعراضه وأسبابه وطرق العلاج منه.

تعريف مرض "ثنائي القطب": 

من أخطر الأمراض في العالم، يصاب به شخص من كل مائة شخص بالغ، يموت بسببه أكثر من 700 ألف شخص سنويا، إنه مرض اضطراب ثنائي القطب(bipolar) يعرف أيضا باسم  "الهوس الاكتئابي" . كما يوحي الاسم فإن الشخص المصاب به يعاني من تقلبات مزاجية حادة، تدوم هذه التقلبات لعدة أسابيع أو أشهر، بحيث تسبّب خللًا في إدارة الأمور الحياتيّة الطبيعيّة لدى الأشخاص الذين يعانون منها، تظهر فيها مشاعر مختلطة بين الكأبة و الهوس. 

أثناء فترات الهوس، يكون المريض طائشا ومتهورا، وتزداد لديه الثيقة بالنفس .
 وأثناء فترات الإكتئاب، ينعزل المريض ويدخل في حالة حزن عميقة، ويفقد الاهتمام بالأنشطة اليومية.

يوجد نوعان من اضطراب ثنائي القطب:

 اضطراب ثنائي القطب واحد: يكون هناك هوس كاملا في شدته، سواء كانت تشمل، أو لا تشمل، فترة سابقة من الاكتئاب.

اضطراب وجداني ثنائي القطب اثنين: يكون هناك هوس خفيف، وعلى امتداد فترة واحدة على الأقل من ظاهرة الاكتئاب.

ثنائي القطب
ثنائي القطب

أعراضه:

في نوبة الإكتئاب:

  1. التغيرات العاطفية : مشاعر حزن لا تنتهي، وشعور بالرغبة في البكاء بسبب وبدون سبب، الإفراط في الشعور بالذنب، ضعف تقدير الذات، الشعور أنك غير مناسب، اليأس من المستقبل، والشعور بالقلق والارتباك، والتفكير في الموت او الانتحار.
  2. التغيرات الفكرية: ضعف التركيز وعدم القدرة على التفكير بإيجابية، وأن تجد صعوبة في اتخاذ قرارات.
  3. التغيرات البدنية: فقدان الشهية والوزن، اضطرابات النوم،  والشعور بالتعب والإرهاق المستمر، والشعور بالإمساك، وفقدان الرغبة الجنسية.
  4. التغيرات السلوكية: ضعف التحصيل الدراسي وضعف الأداء بالعمل، الشعور برغبة فى البكاء دون القدرة على البكاء، العزلة، وتجنب التعامل مع الاخرين. 

في نوبة الهوس:

  1.  التغيرات العاطفية: الإحساس بالفرحة العارمة (النشوة)، فرط التفائل، فرط الثيقة بالنفس، والشعور انه مهم أكثر من المعتاد.
  2. التغيرات الفكرية:خلل في تحكيم العقل، يكون مليء بأفكار حماسية، تواتر الأفكار.
  3. التغيرات البدنية: نشطا بصورة لافتة للنظر، قلة الحاجة الى النوم، رغبة شديدة في العمل وتحقيق الأهداف، الميل الى الإلتهام بسرعة، وزيادة شديدة في الرغبة الجنسية.
  4. التغيرات السلوكية: يتصرف بتهور، يتحرك ويتكلم بسرعة فائقة، يقوم بمخاطر في حياته الرومانسية، يهدر أمواله على أشياء لا طائل من ورائها.

العلاج:

في نوبات الهوس:

يجب وقف أي مضادات اكتئاب في هذه الحالة، وتناول مضادات الذهان النمائية، والتي تساعد على خفض درجة النشاط الزائد عن الحد، ستبدأ الأعراض بالتحسن في الأيام الأولى مع بدء العلاج لكن من الممكن أن يستغرق الأمر 6 أشهر أو أكثر ليحدث التعافي الكامل.

في نوبات الإكتئاب:

 العلاج الدوائي يكمن في مضادات الاكتئاب، ويمكن لمضادات الاكتئاب أن تستغرق من 2 إلى 6 أسابيع لتحسن مزاجك لكن عليك الاستمرار في أخذ مضادات الاكتئاب حتى بعد تحسن مزاجك ثم ابدأ بالتوقف بالتدريج .

العلاج النفسي:

-عمل قوائم انجاز و تحديد مكافئة لنفسك عليها، قراءة عشر صفحات من كتاب معين مثلا..
-ممارسة هوايات إبداعية  مثل الكتابة والرسم..
-متابعة برامج ملهمة 
-تحديد الاشخاص الايجابيين في حياتك
- التثقيف النفسي و معرفة المزيد عن المرض.
- مساعدتك لتطوير قدراتك للتعامل مع تقلبات المزاج 
- العلاج المعرفي السلوكي لعلاج الاكتئاب
- جنب نفسك الاجهاد لانه سيزيد من احتمالية حدوث نوبات هوس 
- القيام بانشطة رياضية يوميا ستؤثر على المزاج بشكل ايجابي.
-الخروج من العزلة
 -تغير و تنظيم النظام الغدائي 
-تحديد اهداف سهلة و قصيرة المدى

العلاج بالتخليج الكهربائي:

هذا العلاج يمكن الإلتجاء إليه في بعض الحالات التي لم يعد الدواء يعطي مفعوله فيها، مثلا للأشخاص الذين يعانون من فترات اكتئابيّة حادة ترافقها أفكار وميول انتحاريّة، والعلاج بالصدمة الكهربائية هو عمليّة يتم فيها تمرير تيّار كهربائي مراقب عبر دماغ المريض بهدف إثارة نوبة صرعية.

الأسباب:

تشير الأبحاث إلى أن العامل الوراثي هو الأبرز في الإصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وبحسب هذه الدراسة، فإن الأبناء يصابون بأحد أشكال الاضطراب الوجداني الأحادي أو الثنائي بنسبة 25% عند إصابة أحد الوالدين، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 60% عند إصابة كلا الوالدين بالمرض.من السائد الاعتقاد أيضا بأنّ للبيئة دورا مركزيا معيّنا كمسبّب لظهور الاضطراب ثنائي القطب، كذلك إستعمال مواد مسببة للإدمان.

الشفاء من هذا المرض معتمد كلي على رغبة المريض في التعافي  واتباعه نصائح الأطباء، ومساعدتهم على تفسير حالته بالشكل الصحيح للتوصل الى التشخيص المناسب، لأن هناك صعوبة كبيرة في التشخيص نظرا لتشابه هذا المرض بعدة أمراض نفسية أخرى.
شفى الله كل المرضى -وأعانهم الله-.
أنت الآن في آخر موضوع

تعليقات

التنقل السريع