الرجل من المريخ والنساء من الزهرة، هكذا وصف د.جون غراي الفرق بين تفكير الرجل والمرأة، ولنجاح العلاقة بين الطرفين عليهما أولا أن يدركا هذا الفرق بينهما، ثم معرفة كيف يفكر الرجل والمرأة لتفادي المشاكل التي تؤدي إلى انتهاء العلاقة، ولإبقاء على سحر الحب حيا بينهما. فكيف يجب أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة؟
 |
| العلاقة بين الزوجين |
يقع الرجل والمرأة في الحب، وينتابهما شعور رائع، فيعتقدان أن الحب وحده كفيلا بأن يعيشا حياة زوجية سعيدة خالية من المشاكل، ولكن بعد فترة، يدخلان في دوامة من المشاعر السلبية والاختلافات، وسرعان ما يدركان أنهما غير مستثنيين من المشاكل وفجأة يموت الحب الذي ظنا أنه سيدوم إلى الأبد.
وبعد فترة وجيزة قد ينتهي الزواج أو قد يدوم دون إشباع الزوج والزوجة، فقط من أجل التزامات تربطهما، أو خوف الطرفين من البدء من جديد، ولكيلا يصلا إلى هذه المرحلة، على الرجل والمرأة معرفة طريقة تفكير كل واحدا منهما.
كيف يفكر الرجل:
الرجل كائن عقلاني، يمجد القوة والكفاءة والإنجاز، لذلك إنجاز أنشطة خارجية مثل الصيد والرياضة يشعره بالرضا عن نفسه، تجذبه الأشياء التي تعبر عن القوة مثل السيارات والآلات التكنولوجية المتطورة، يسعى دائما إلى تحقيق أهدافه.
كيف يفكر الرجل في المرأة:
فكرة الرجل عن المرأة أنها تحاول دائما تغييره والتحكم فيه، لا تفوت فرصة في إنتقاده والإملاء عليه ماذا يفعل دون طلب مسبق، وهذا يشعره أنه غير موثوق به، أو أنه لا يعرف ما يفعل أو لا يستطيع فعله دون مساعدة، وهذا أمر حساس بالنسبة إلى الرجل الذي يمجد القوة والكفاءة، ففكرة أنه لا يعرف ولا يستطيع يعني في نظره أنه بلا فائدة وغير مهم وأنه غير محبوب، وبدلا من ذلك يريد الرجل من المرأة أن تتقبله كما هو.
كيف تفكر المرأة:
المرأة كائن عاطفي، تمجد المساعدة والرعاية والمساندة، لذلك عندما تقع في الحب تشعر أنها مسؤولة عن مساعدة الطرف الآخر ليتطور ولتحسين طريقة عمله للأشياء فتمطره بوابل من النصائح والإرشادات، أما عن نفسها فالبوح بالمشاعر أهم من تحقيق الأهداف.
كيف تفكر المرأة في الرجل:
فكرة النساء عن الرجال أنهم لا يهتمون بهن، ترى المرأة الرجل أنه لا ينصت لنصائحها ولا إلى مشاكلها وإن فعل ذلك فسيتجاهلها مرة أخرة في ثوان معدودة، دائما يقدم الرجل للمرأة حلولا لا تحتاجها، ويجد دائما براهين لكل تصرفاته المزعجة وبدلا من ذلك هي فقط تريده أن يستمع إليها ويتعاطف معها.
الفرق بين الرجل والمرأة في الحب:
عندما يقع الرجل في حب المرأة فإن ذلك الحب يحفزه على بذل مجهود لنجاح العلاقة، ويشعر أنه مسؤول عنها ويبدأ بالإهتمام بها، والإهتمام عند الرجل هو وجود حلول لكل ما يزعجها، لذلك عندما تقوم هي بالفظفظة عن مشكلاتها قصد التعاطف معها، يعتقد هو أنها تنتظر منه وجود حلول فيقيم ما يزعجها ثم يقدم لها حلا قصد جعلها تشعر بتحسن، وهذا ما يزعج المرأة التي لا تريد حلول هي فقط تريده أن ينصت إليها.
عندما تقع المرأة في حب الرجل، فإنها تعطي الكثير من الإهتمام والرعاية حتى على حساب راحتها، وبذل كل هذا الجهد يسبب لها الإرهاق مع الوقت، وتبدأ في لوم شريكها الذي كانت تتوقع منه تقدير جهودها بطريقة أفضل مما يفعل، وهذه الرعاية لن تعود بالسلب على المرأة فقط بل على الرجل أيضا فالرعاية الزائدة تخنقه.
كيف تبدأ المشاكل بين الرجل والمرأة:
تبدأ المشاكل بين الرجل والمرأة أولا من سوء فهم طريقة تفكير كل واحد منهما، فالزوج دائما يحاول تقديم حلولا لمشكلات زوجته، وعندما تقاوم الزوجة الزوج وترفض هذه الحلول يشعر أن مقدرته كخبير في إيجاد الحلول تتعرض إلى الشك وأنه لا يقدر حق قدره وبالتالي يتوقف عن الإهتمام بشريكته، أما الزوجة فدائما تحاول تقديم النصح والإرشاد إلى زوجها، وعندما يقاوم الزوج الزوجة تشعر أنه غير مكترث لما تقوم به لأجله ولا يستمع إليها ولا يمكنه فهم شعورها وبالتالي تتوقف عن الثيقة به، وتبدأ من هنا الإختلافات، وينتقلا الزوج والزوجة إلى مرحلة أسوء بكثير.
عندما تكثر الضغوطات على الرجال ينسحبون، ولا يتكلمون أبدا عن مشاكلهم، أي يميلون إلى العزلة حتى إيجاد حلول لمشاكلهم، وفي صورة ما لم يجدوا حلول فإنهم ينشغلون عنها بمشاهدة التلفاز أو اللعب في الجوال، بينما النساء عند تعرضهن إلى ضغوطات يشعرن غريزيا برغبة في الحديث، وفي حالة صارت خلافات بين الرجل والمرأة ينسحب الرجل فتصبح المرأة قلقة ومشوشة عاطفيا، فسكوت الرجل تفهمه المرأة أنه يكرهني، لا يحبني، سيتركني، وبالتالي تلحق به إلى عزلته أو غرفته و ترغمه على الحديث وهذا ما يكرهه الرجل لأنه يكون غير مستعد للحديث وبالتالي قد يقول الرجل للمرأة في هذه اللحظة كلام جارح.
وبعد عودته من عزلته تلوم المرأة الرجل وتبدأ بطرح الأسئلة عليه مثل ما بك؟ كيف تعاملني هكذا؟ وتعاقبه إما بدنيا ترفضه جنسيا لا تسمح الزوجة لزوجها بلمسها أو التقرب منها أو عاطفيا لا تسامح الزوجة الزوج على إهماله مهما حاول إرضائها أو عقليا تمتنع الزوجة عن الإنفتاح للزوج وتصبح باردة ومستاءة منه وفي هذه الحالة يصبح الزوج خائفا من الإنسحاب في وقت الضغوط لكيلا تتم معاقبته بنفس الطريقة وتتراكم مشاكله التي لا يستطيع حلها الا بالإنسحاب،فيصبح بدوره باردا في مشاعره مما يجعله ينسحب نهائيا دون رجعة.
كذلك ما يسبب المشاكل بين الرجل والمرأة هو عدم فهم لغة الطرف الآخر نعم الرجل والمرأة يستعملون نفس الكلمات ولكن بمعنى مختلف، فالمرأة تحلل الأحداث حسب حالتها العاطفية فتقول مثلا إذا أرادت أكثر رعاية "نحن لا نخرج أبدا"، ولكن الرجل يفهم حسب المنطق "هذا غير صحيح فقد خرجنا الشهر الماضي".
كيف يجب أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة:
- على المرأة أن تكف عن إسداء النصح: يكره الرجل تقديم النصائح والتوجيهات له فهي تشعره أنه غير مرغوب به.
- على الرجل أن يتعلم الإنصات: لا تحتاج المرأة حلولا إلى مشكلاتها بل إلى الإنصات والتعاطف معها.
- على الرجل أن يتعلم إحترام حاجة المرأة للحديث لتشعر بتحسن
- على المرأة أن تتعلم إحترام حاجة الرجل إلى الإنسحاب عند تعرضه إلى الضغوطات
- على المرأة أن تتعلم تلقي الحب والدعم لا إعطائه فقط
- على المرأة أن لا ترغم زوجها عن الحديث إذا رأته يميل إلى العزلة والسكوت فهو بحاجة إلى الإبتعاد للرجوع بأكثر حب
- على المرأة أن تقوم بشيء يجعلها سعيدة في وقت عزلة الرجل
- على المرأة أن تعبر عما يزعجها دون لوم الرجل تستعمل مثلا هذه الكلمات "أنا حقا مسرورة أنك سمعتني فأنا أحسن الآن شكرا لك"
- على الرجل أن لا يلوم المرأة على تقلب مزاجها ولا يأخذ الأمر بشكل شخصي، لأن المرأة في بعض الأحيان ينزل تقديرها لذاتها ولكن بعد ذلك يعود إلى الصعود مجددا فهذا أمر عادي
- على الرجل أن لا يحاول إصلاح المرأة
- على الرجل أن لا يعطي حسب متطلبات الرجال لأن الرجل والمرأة لا يحتاجون إلى نفس المتطلبات
- على المرأة أن لا تعطي حسب متطلبات النساء لأن الرجل والمرأة لا يحتاجون إلى نفس الشيء
- على الرجل أن لا يستهين بمشاعر المرأة السلبية
- على المرأة أن تعبر عما يزعجها بطريقة مباشرة
- على المرأة أن تطلب من زوجها ما تحتاجه فهو لن يفعل ذلك دون طلب لأن الرجل والمرأة لايفكرن بنفس الطريقة
- على المرأة أن تطلب من زوجها بأسلوب صحيح في التوقيت المناسب وبأسلوب مباشر وباختيار الكلمات المناسبة
- على المرأة أن تصمت بعد الطلب لا تقول"أوه أنس الموضوع" أو "إني لا أطلب الكثير"
طريقة تفكير الرجل وحبه للحرية والاستقلال ومشاعر المرأة واهتمامها الزائد به، قد يؤدي إلى العديد من المشاكل بينهما، والمطلوب ليس تخلي الرجل عن حريته ولا تخلي المرأة عن اهتمامها بل مرعاة احتياجات بعضهما، فالرجل ليس بحاجة إلى الاهتمام بقدر حاجته إلى التقبل، والمرأة بحاجة إلى الإحتواء وعليها أن تفهم بأن الرجل في بعض الأحيان يكون بحاجة إلى الإبتعاد والإنعزال ليتخلص من ضغوطاته ويعود بطاقة حب كبيرة، هكذا يحافظ الرجل والمرأة عن علاقتهما وعن حبهما لبعض.
تعليقات
إرسال تعليق
نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.