الخيانة في الحب، هي تجربة مؤلمة تترك أثرًا عميقًا في النفس. لا أحد يختار أن يُخذل في علاقة، لكن هذا الواقع المؤلم يصبح أحيانًا جزءًا من حياتنا. في هذه الخاطرة "لن أعود"، نُبحر في مشاعر امرأة كسرت الخيانة قلبها، تعكس كلماتها مرارة الوداع وألم الفراق، تأخذنا إلى ساحة صراع بين القلب والعقل، بين الحب الصادق، والخيانة في الحب، لتوقظ فينا رغبة في استعادة كرامتنا والمضي قدمًا.
خاطرة لن أعود
إن ناديتني يوما، سألبي نداءك حبيبي،
إن أنكرَك العالم، فسأتعرّف عليك، حبيبي،
كنتُ مستعدةً للموت من أجلك،
لما خيروني، وجدوني قد إخترتك،
ولما خيروك، رأيتك في بدلة العرس،
تمنيت فقط لو كنتُ أنا بجانبك، كنت سأهمس،
في أذن العالم وأقول أنك تخصني، واليحترس،
كل من يؤذيك سأحاربه حتى آخر نفس،
لكني لست سوى سارقة، أراقب من لا يخصني من بعيد،
لقد فاض حبك حتى تسرب في دمي،
هدمتُ حياتي ألف مرة، لأبنيك،
ثم اكتشفت أنك كنت تهدمها معي،
أول مرة أمشي، وأنا على يقين بأنك لن تعود،
ألتفت، وأبحث في طريقي عن أمل صغيرٌ ممدود،
علّك تعود..
لكني أنا... لن أعود،
حتى لو لم يطلع صباحي بعد هذا المساء،
حتى لو وجعني كل شيء، ولم يكن غيرك دواء،
كم من مرّةٍ مشيتُ وراءك، وتبعتك،
حتى ضللتُ طريقي حين ودّعتك،
لقد سامحتك ألف مرّة،
لكنّك، كسرت قلبي هذه المرة،
تحبّني؟ وأنا فيك مجنونةُ الهوى،
حبيبي، ولمعة عيني الأولى،
اشتقتَ لي؟ وأنا شوقي فات المدى،
ناديتني، قلبي جاءك ملبي النداء،
عدت! لكني أنا... لن أعود، حبيبي.
بقلم سيرين عبيدي
بين القلب والعقل: لماذا نستمر في الحب رغم الخذلان؟
نحن لا نملك دائمًا خيار من نحب، فقد تجد نفسك تحب شخصًا دون أن تفهم السبب، رغم أنك لا ترى فيه ما يستحق هذا الحب. تتساءل في دهشة: لماذا أحب هذا الإنسان؟ إنه لا يشبه فتى أحلامي في شيء، بل لو خُيّرت مسبقًا، لما اخترته يومًا. ومع ذلك، تحبه…
لكن أن تستمر في علاقة سامة معه، فذلك خيارك وحدك. فإذا كان هذا الشخص لا يناسبك، أو كنت أنت الطرف الأكثر وفاء، أو كان يجرح كرامتك ويستغل كل فرصة ليكسر قلبك ويخذلك، فليس من الحكمة أن تبقى في علاقة تؤذيك، حتى لو كنت تحبه.
الحب جميل، نعم… لكن الاحترام حياة، والتقدير دواء، والاهتمام هو ما يُبقي النبض حيًا. فالزواج عن حب حلم، لكن الزواج عن كرامة…هو الحلم الذي يستحق أن نصحو فيه، لا أن نحلم به فقط.
لكن أن تستمر في علاقة سامة معه، فذلك خيارك وحدك. فإذا كان هذا الشخص لا يناسبك، أو كنت أنت الطرف الأكثر وفاء، أو كان يجرح كرامتك ويستغل كل فرصة ليكسر قلبك ويخذلك، فليس من الحكمة أن تبقى في علاقة تؤذيك، حتى لو كنت تحبه.
الحب جميل، نعم… لكن الاحترام حياة، والتقدير دواء، والاهتمام هو ما يُبقي النبض حيًا. فالزواج عن حب حلم، لكن الزواج عن كرامة…هو الحلم الذي يستحق أن نصحو فيه، لا أن نحلم به فقط.
بين الوفاء والخيانة
هل تعلم ما معنى الوفاء؟
الوفاء أن أقف في وجه من يؤذيك، أن أكون الحائط الذي يسندك حين تميل، أن أموت من أجلك إن لزم الأمر.
حتى الكلب، عندما تقدم له الطعام، يرفع عينيه نحوك شاكرًا، لكي يظل وفيًا لمن أطعمه يومًا.
أما أنا، بعد كل ما قدمته، لم أطلب شيئًا سوى أن تنظر إليّ، أن ترى تضحياتي، أن تلمح أثر الحب في كل ما فعلته لأجلك،
لكن بدلًا من ذلك، خذلتني، كسرتني، جازيتني بالفراق،
هل تدرك ما معنى أن أراقبك من بعيد؟ كأنني سارق يتأمل ملكًا لا يحق له الاقتراب منه.
"هدمتُ حياتي ألف مرة لأبنيك،
ثم اكتشفت أنك كنت تهدمها معي."
الوفاء أن أقف في وجه من يؤذيك، أن أكون الحائط الذي يسندك حين تميل، أن أموت من أجلك إن لزم الأمر.
حتى الكلب، عندما تقدم له الطعام، يرفع عينيه نحوك شاكرًا، لكي يظل وفيًا لمن أطعمه يومًا.
أما أنا، بعد كل ما قدمته، لم أطلب شيئًا سوى أن تنظر إليّ، أن ترى تضحياتي، أن تلمح أثر الحب في كل ما فعلته لأجلك،
لكن بدلًا من ذلك، خذلتني، كسرتني، جازيتني بالفراق،
هل تدرك ما معنى أن أراقبك من بعيد؟ كأنني سارق يتأمل ملكًا لا يحق له الاقتراب منه.
"هدمتُ حياتي ألف مرة لأبنيك،
ثم اكتشفت أنك كنت تهدمها معي."
بين التعلق والاستقلال
النضج لا يكتمل في العقل وحده، بل يشمل القلب أيضًا.
تبلغ نضجك العقلي عندما تتعلم كيف تقف على قدميك بعد كل خذلان وانكسار دون حاجة إلى أحد.
وتصل إلى نضجك العاطفي حين تتعلم تنكسر أحيانًا لتستعيد ذاتك بعد كل مرة تعلّقت فيها بما يؤذيك، بعد كل علاقة سامة.
تبلغ نضجك العقلي عندما تتعلم كيف تقف على قدميك بعد كل خذلان وانكسار دون حاجة إلى أحد.
وتصل إلى نضجك العاطفي حين تتعلم تنكسر أحيانًا لتستعيد ذاتك بعد كل مرة تعلّقت فيها بما يؤذيك، بعد كل علاقة سامة.
الرمزية والتعبير في الخاطرة
"لقد فاض حبك حتى تسرب في دمي": تعبير عن التغلغل العاطفي العميق.
"كنتُ سأهمس، في أذن العالم وأقول أنك تخصني": صورة جميلة عن الرغبة في الاعتراف العلني بالحبيب.
"لن أعود، حتى لو لم يطلع صباحي بعد هذا المساء": استعارة قوية للتمسك بالقرار حتى ولو كلّفها الحزن والظلام الأبدي.
"كنتُ سأهمس، في أذن العالم وأقول أنك تخصني": صورة جميلة عن الرغبة في الاعتراف العلني بالحبيب.
"لن أعود، حتى لو لم يطلع صباحي بعد هذا المساء": استعارة قوية للتمسك بالقرار حتى ولو كلّفها الحزن والظلام الأبدي.
كيف تتجاوز تجربة خذلان في الحب؟
- اختر كرامتك قبل أي حب: الحب ليس مبررًا لتنازلات تُذل روحك. إذا لم يكن في العلاقة احترام وتقدير، فهي لا تستحق قلبك.
- لا تبرر الخذلان باسم الحب: من يحبك حقًا لا يُشعرك بأنك عبء، ولا يجعلك تشك في قيمتك. لا تغفر الخيانة مرارًا بحجة أنك تحب، فذلك استنزاف لا وفاء.
- تعلم أن تترك من لا يعرف قيمتك: أصعب قرار أحيانًا هو الرحيل، لكن أجمل بداية قد تبدأ من خطوة وداع حاسمة. لا تخف من الوحدة، فهي أرحم من علاقة مؤذية.
- انضج عاطفيًا لا ببرود، بل بوعي: أن تنضج لا يعني أن تصبح قاسيًا، بل أن تعرف متى تعطي، ومتى تتوقف، ومتى تنقذ نفسك من الغرق في حب مؤذٍ.
- سامح، لكن لا تعد لمن كسر قلبك عمدًا: المسامحة لا تعني الرجوع. هي شفاء داخلي، لا تذكرة للعودة إلى الألم.
- اجعل من جرحك نورًا: كل خيبة، كل دمعة، كل وداع… هو فرصة لتعيد اكتشاف نفسك، وتنهض من جديد أقوى، أجمل، وأصدق في حبك لذاتك.
الخيانة في الحب قد تُطفئ وهج المشاعر، لكنها تُضيء طريق النضج العاطفي. هذه الخاطرة "لن أعود"، هي رسالة لكل من مرّ بتجربة حب مؤلمة، مفادها أن الوداع أحيانًا لا يكون نهاية، بل بداية لحياة تُبنى من جديد على أساس الاحترام والتقدير. لعلّنا لا ننسى، لكننا بالتأكيد نستطيع أن نختار أنفسنا بعد كل انكسار.

تعليقات
إرسال تعليق
نحن نؤمن أن كل قارئٍ يحمل بداخله سؤالًا ينتظر الإجابة، وفضولًا يستحق الإشباع، وروحًا تستحق الرفق، ونحن هنا لننصت، نفهم، ونشارك، فلا تبخل علينا بصوتك.