التاريخ الكامل لفلسطين: من العصور القديمة إلى الاحتلال الإسرائيلي

القائمة الرئيسية

الصفحات

التاريخ الكامل لفلسطين: من العصور القديمة إلى الاحتلال الإسرائيلي

لطالما كانت فلسطين مهدًا للحضارات وموطنًا لصراعات كبرى أثرت على تاريخ المنطقة والعالم. من العصور الحجرية إلى الفتح الإسلامي، ومن الانتداب البريطاني إلى النكبة وقيام إسرائيل، شهدت فلسطين تحولات جوهرية جعلتها مركزًا للصراع السياسي والديني. في هذا المقال، نستعرض أهم المحطات التاريخية التي مرت بها فلسطين، مع تحليل تأثيرها على الواقع الحالي.

فلسطين صبراً إنّ للفوز موعدَا.. فإلا تفوزي اليوم فانتظري غدَا

فلسطين
فلسطين

أهم الأحداث التاريخية في فلسطين

العصور القديمة: الجذور الأولى للحضارات

تعود أهم الأحداث التاريخية في فلسطين الى العصر الحجري القديم أي قبل 600 ألف سنة، تاريخ العثور على آثار أشباه الانسان في بحيرة طبريا. مع تطور الزراعة والاستيطان في العصر الحجري الحديث، بدأت المجتمعات المنظمة بالظهور، مما مهّد لنشوء الحضارات الكبرى.

فلسطين في العصور البرونزية والحديدية

  • الكنعانيون (3000 ق.م – 1200 ق.م): أسسوا مدنًا مزدهرة مثل أريحا والقدس.
  • المملكة الإسرائيلية (1000 ق.م): أقام النبي داوود عليه السلام مملكة موحدة، لكنها انقسمت لاحقًا إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا بعد وفاة ابنه النبي سليمان.
  • الحكم الفارسي واليوناني (539 ق.م – 63 ق.م): خضعت فلسطين للفرس ثم للإسكندر الأكبر، مما أدى إلى انتشار الثقافة الهلنستية.

العصر الروماني والشتات اليهودي

في عام 70 م، دمر الإمبراطور الروماني تيتوس القدس التي كانت موطن اليهود، وأخذ اليهود عبيدا يباعون في روما وهذا سبب تواجدهم في أوروبا، وفي سنة 106 م عاد اليهود الى القدس مجددا وأخذوا في الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد، إلى أن احتل  يوليوس سيفيروس المدينة وذبح من اليهود 580 ألف نسمة، وتشتت الأحياء منهم في كامل بقاع الارض في ما يسمى بعصر الشتات.

فلسطين في العصور الإسلامية

الفتح الإسلامي (637 م)

بعد انتصار المسلمين في معركة أجنادين، دخل المسلمون بقيادة عمر بن الخطاب إلى القدس، ومنحوا أهلها الأمان في وثيقة العهدة العمرية، التي ضمنت حرية العبادة لليهود والمسيحيين، فمن خرج منها فهو آمن ومن أقام فهو آمن، وأطلق على القدس اسم بيت المقدّس، كمقابل للبيت الحرام، وأصبحت ولاية فلسطين البيزنطية، ولاية إدارية وعسكرية عربية، أطلق عليها اسم جند فلسطين منذ ذاك الوقت، إذا فلسطين عربية وليست يهودية، كما يعتقد البعض مثل نابليون بونابرت الذي يعتبر أن فلسطين بلادا متعلقة بالشعب اليهودي.

فلسطين تحت الحكم الأموي والعباسي

  • العهد الأموي (661 – 750 م): ازدهرت فلسطين، وتم بناء قبة الصخرة في القدس.
  • العهد العباسي (750 – 1258 م): انتقلت العاصمة إلى بغداد، لكن فلسطين بقيت مركزًا دينيًا وتجاريًا هامًا.

الحروب الصليبية والتحرير الإسلامي

في عام 1099 م، سقطت القدس بيد الصليبيين، الذين ارتكبوا مجازر مروعة بحق المسلمين واليهود. استمرت الحروب الصليبية حتى صلاح الدين الأيوبي الذي استعاد القدس في 1187 م بعد معركة حطين. ثم بدأت غزوات الفرنجة على القدس واستمرت حتى عام 1291م، وقد قام الفرنجه، بعد دخولهم القدس بتعذيب وإحراق وذبح آلاف من المسلمين من الرجال والنساء والأطفال، فضلا عن العدد القليل من الأهالي اليهود الذين التجؤوا إلى معبدهم، وقد قامت عدّة حروب في تلك الفترة حاول فيها القادة المسلمون تحرير فلسطين إلا أنها باءت بالفشل. كان المماليك هم من اخرج آخر الصليبيين من فلسطين وهم من هزموا المغول، وامتدت فترة سيطرتهم ما بين عامي 1260 إلى الحكم العثماني لمصر عام 1517 م.

الحقبة العثمانية (1516 – 1917 م)

بعد معركة مرج دابق، أصبحت فلسطين جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، التي قسمت البلاد إلى سناجق إدارية، هي سنجق القدس، وغزة، وصفد، ونابلس، واللجون، وكانت جميعها تابعة لولاية دمشق. رغم الاستقرار النسبي، بدأت الأطماع الأوروبية تتزايد في المنطقة، خاصة مع صعود الحركة الصهيونية.

الانتداب البريطاني وبداية الاحتلال (1917 – 1948)

حددت الحركة الصهيونية منذ نشوئها في فترة تعزز فيها التأثير الأروبي على الشرق الأوسط هدفا لها ألا وهو جمع جميع اليهود في بلد واحد يصير موقع دولة يهودية، وفضلت "إيرتس يسرائيل" (أي فلسطين) حيث تقام هذه الدولة اليهودية لإعتبارها وطن اليهود الأزلي، فمنحت عصبة الأمم لبريطانيا العظمى انتداباً لإدارة فلسطين. 

احتلال بريطانيا لفلسطين (1917)

  •  الحرب العالمية الأولى: سيطرت بريطانيا على فلسطين بعد هزيمة العثمانيين.
  • وعد بلفور (2 نوفمبر 1917): نص على أن الحكومة تتعهد ببناء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين واعدة بعدم انتقاص الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، مما أدى إلى توترات داخل الشعب الفلسطيني، حيث تم عقد أول مؤتمر في عام 1919 رافضاً لوعد بلفور الذي اعتبره  وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وأكد أن فلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.

نكبة فلسطين (1948)

  • بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية: ازدادت الهجمات على القوات البريطانية في فلسطين، ونتيجة لهذه الهجمات، أحالت بريطانيا المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة.
  • في 29 نوفمبر 1947: أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وهو ما رفضه الفلسطينيون والعرب، مما أدى إلى حرب أهلية.
  • في 14 مايو 1948: أعلنت الوكالة اليهودية قيام دولة إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع حرب 1948.
  • احتلت إسرائيل 78% من الأراضي الفلسطينية، ونزح أكثر من 750 ألف فلسطيني في ما أصبح يُعرف بالنكبة.

الاحتلال الإسرائيلي والصراع المستمر

حرب 1967 واحتلال الضفة وغزة

في حرب الأيام الستة (1967)، احتلت إسرائيل الضفة الغربية، القدس الشرقية، وقطاع غزة، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة للفلسطينيين.

انتفاضات الشعب الفلسطيني

  • الانتفاضة الأولى (1987 – 1993): اندلعت احتجاجات واسعة ضد الاحتلال، وأسفرت عن توقيع اتفاق أوسلو، بموجب هذا الاتفاق، تنازلت حركة فتح، التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية، عن نحو 78% من مساحة فلسطين التاريخية.
  • الانتفاضة الثانية (2000 – 2005): اندلعت إثر اقتحام أرييل شارون للمسجد الأقصى، وأسفرت عن آلاف القتلى والجرحى.

الوضع الحالي: انقسام سياسي ومعاناة إنسانية

  • في 2007: تصاعدت التوترات السياسية بين حماس وحركة فتح، اللتين كانتا تتقاسمان السلطة، حتى اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصيلين، أدت إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، بينما بقيت الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية بقيادة فتح.
  • فرضت إسرائيل حصارًا قاسيًا على غزة، وقامت ببناء جدار الفصل العنصري الذي أدى إلى عزل العديد من القرى الفلسطينية.
  • لا تزال الجهود الدولية لإيجاد حل للصراع تراوح مكانها وسط استمرار الاستيطان الإسرائيلي والانتهاكات بحق الفلسطينيين

المساحة والتوزيع الجغرافي لفلسطين

تقع فلسطين في الشرق الأوسط، وتحدها الأردن، لبنان، سوريا، ومصر. بعد الاحتلال، أصبحت المساحة المتبقية للفلسطينيين تشمل:
  • الضفة الغربية (5640 كم²)
  • قطاع غزة (365 كم²)
خريطة فلسطين قبل وبعد النكبة
خريطة فلسطين قبل وبعد النكبة 


رغم الاحتلال والصراعات المستمرة، لا يزال الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقوقه المشروعة. تتواصل الجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية، لكن الحل العادل لا يزال بعيد المنال. فلسطين كانت وما زالت قلب الصراع الإقليمي، لكن الأمل في تحقيق الحرية والاستقلال لا يزال قائمًا.

فقل لحماة الظلم من حلفائهم.. لنا العهد نحميه ونمضي على هدَى

المصادر

  • تاريخ فلسطين المصور – طارق سويدان
  • كنوز القدس – يوسف زيدان
  • تاريخ شرق الأردن وقبائلها – فريدريك بيك
  • ويكيبيديا – الأحداث التاريخية في فلسطين
هل لديك رأي حول ما ورد في المقال؟ شاركنا في التعليقات!

تعليقات

التنقل السريع